واستمرت هي مقبرة بريدة الرئيسية عشرات من السنين، ودفن والدي رحمه الله في شمالها وقد توفي في ربيع الأول من عام ١٣٧٠ هـ، لذلك قال فيها النقابي من شعراء بريدة وهو عبد العزيز الهاشل تعليقًا على أبيات قالها صالح بن عبد العزيز المديفر لمناسبة ريح هيفية صيفية هبت عليهم، وهم في البر، وأيبست العشب وهو صاحب مواشٍ:
يا راكب فوق سجاجه ... حمرا على الكيف ممشاها
كان الفلاليح محتاجه ... ترفع أيديها لمولاها
هيفية صَلف مِزعاجه ... وطت على العشب بحذاها
علق على ذلك صديقه الشاعر عبد العزيز الهاشل الآتي ذكره بتوسع في حرف الهاء، فقال:
لا تنظر اليوم للحاجه ... دنيا خِسِر من تولاها
انظر إلى حيث (فَلَّاجه) ... كم خَيِّرٍ ما تعداها
وعندما مات أمير بريدة مشاري بن جلوي آل سعود أمير القصيم وكانت وفاته في عام ١٣٤٨ هـ دفن في مقبرة (فلاجه) فقالت سلمى العوشن:
الشكوى لله قويّ الحيل ... اللي مشاري بفلاجه
شيخ شجاع اخو نوره ... واليوم يدفن بلا علاجه
وهي منسوبة إلى هذه الأسرة بدون شك، بمعنى أنها كانت في ملك من أملاك الفلاج، فمن الذي أوقفها وجعلها مقبرة؟ وهي واسعة في أرض مجاورة المدينة بريدة القديمة من جهة الجنوب لا تفصل بينها إلا مسافة قصيرة من الفراغ.
قال بعض المهتمين بالأمر من أهل بريدة: إن الذين أوقفوها هم الرواف،