صغير من والدك ناصر العبودي ملح بارود بريال فرانسي، وكان الريال آنذاك له قيمة كبيرة عند النّاس، فقال لي: من أنت ولده؟ .
فقلت له: أنا ولد صالح الفوزان.
فقال: صالح الفوزان راعي خضيرا؟
قلت: نعم.
فأخذ يثني عليه ويذكره بخير حتى بكى وهو يدعو له، وأظنه قال: فقبل جبهتي، وقال: قل: آمين، فقلت: آمين، فقال: عساك تصير مثله، أي أسأل الله أن يجعلك مثله.
قال: فقلت له يا عم، أنا أكون مثل أبوي؟ قلت ذلك مستبعدا له، فقال: يا ولدي، الله اللي عطاه، قادر يعطيك مثل ما عطاه.
قال: وما أزال أذكر كلام والدك حتى الآن، وأنا أحاول أن أساعد كل من كان بحاجة إلى مساعدتي.
في آخر جمادى الأولى ١٤٣٩ هـ توفي فوزان الصالح الفوزان، وكان يعاني من السكر وارتفاع الضغط وعمره ٨٣ سنة، توفي عطشان تعبان لأنه ذهب بسيارته إلى نفود جنوب خضيرا فغرزت في الرمل، وهو وحده فتعب وعطش وذهب وتركها فوجدوه ميتا في النفود - رحمه الله.
ومنهم الأستاذ محمد بن سليمان الفوزان شاعر باللغتين الفصحى والعامية نشر ديوانًا من نظمه باللغتين أسماه (حكم وأشعار، ليس فيها شيء مستعار)، أي إنّها كلها من نظمه، وله مؤلف آخر، ويلقب (أبو خديجة).
وقد توفي محمد بن سليمان الفوزان (أبو خديجة) هذا في عيد الأضحى من عام ١٤٢٥ هـ.