أنا لحيتي طالت وبشوف لَهْ حَلَّاق ... أواجر لها هندي مسيحي يواسيها
والشاعر محمد بن هَزَّاع البليهي شاعر بائس، بل نكاد نقول: إنه يمثل البائسين من شعراء العامية، وقد سمى نفسه (بنك الأحزان) أي مصرف الأحزان فالمصرف تأتي إليه النقود وتصرف منه، وهو - على حد قوله - تأتي إليه الأحزان وتفيض منه على غيره، وجمهرة شعره في الشكوى من البؤس والشقاء من ذلك قصيدة له جعل عنوانها (بنك الأحزان) ويخاطب فيها بدر الوهيبي صديق له:
البارحه في مرقد ما تواسيت ... والأرض من جور الملا ما خذتنا
ما كني إلا شايلٍ هضبة كميت ... يا ثقله يا بدر يوم اعسرتنا
يا بدر من ثوب الندامه توذيت ... الثوب قاصر والعباد اشغلتنا
ابشعقه وارميه واقول وليت ... ما دامت ردون الخَلقْ ما كستنا
لو لي بني عم رجال تذريت ... جيت بذراهم عن هوا لافحتنا
ما كان لوجيه الملاطيم لديت ... اللي إلى مَدَّتْ حشف صورتنا
منول لي صوت الضيف هليت ... واليوم عن صوت المنادي سكتنا
والله ما عمري عن الضيف كنيت ... كنيت يوم أن السنين ادركتنا
يوم الرسن بيدي على الكور لاويت ... واليوم مس بطانها من تحتنا
كسرت كور المرجله يوم دجيت ... واحرقت به يوم الذلول اخبطتنا
الخبطه إلى عقبها ما تعافيت ... جحدتها لين انها شوهتنا
راكيتها في منكبي واستمريت ... لا بالله الا هالسنة موجعتنا
اشكي وجعها كل ما اقبلت واقفيت ... الجرح ينزف والسراوه كلتنا
لو اشرب الحلتيت والصبر ما شويت ... ما هوب مبري علةٍ داخلتنا
الياس ياسر والرجا ما ترجيت ... نبغي الحياة وغرّبت وعقبتنا
لو كان من دهم السحايب ترويت ... ما يطفي اللي بالحشا شاعلتنا
نار كلتني مثل نار الدناميت ... اصابعه يم الفضا رافعتنا