للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهم يرجعون مثل عدد من أسر الصباخ إلى أصول إفريقية، ولم يمنع ذلك من تملكهم، بل من حصولهم في أملاكهم على الحماية الشرعية مثلهم مثل غيرهم من ذوي الأملاك، كما لاحظنا في هذه الدعوى التي أقامتها امرأة واحدة منهم كيف اهتم بها أولوا الأمر، ووثقوا ما حكموا به بشأنها.

حدثني الأستاذ سليمان بن عبد الله الرواف قال: لم تكن لنا أملاك في الصباخ، وكان أجدادنا يطمحون إلى ذلك، ولكن الأمر يستدعي ثروة مالية تخصص لهذا الغرض إلا أن ابن فيروز وهو جد الرواف لأمهم كان داين أهل الصباخ وبخاصة سالم البراك وعياله، فحصل له من ذلك جزء من أملاكهم، قال: ولما مات جدي ابن فيروز لم يخلف أبناء ذكورًا وإنما خلف بناتًا فتحول ملكه إلينا.

قال: وبعضها كان اشتراها ابن فيروز من أهل الصباخ أولئك.

انتهى الكلام على هذه الوثيقة المهمة.

وهذه وثيقة أخرى تدل على ما كان سالم البراك يملكه في صباخ بريدة من نخل وعقار والداين هو أحمد بن فيروز، والدين كثير جدًّا بالنسبة إلى تلك العصور فهو ٢٣٠ ريالًا فرانسيًا وأربعة آلاف وثمانمائة وزنة تمر وستمائة صاع حنطة.

وذلك يدل على ثراء أحمد الفيروز، وكثرة ما يملكه لأننا لا نتصور أنه لم يدان إلَّا سالم البراك هذا.

والوثيقة بخط كاتب الشيخ عبد العزيز بن سويلم وهو صالح السيف من أسرة السيف الشهيرة، وقد تكلمت عليها قبلًا في ترجمة البراك في حرف الباء.

ولا ينقصها إلا ذكر تاريخها، ومع ذلك نجزم بأنها كتبت في العقد الثالث من القرن الثالث عشر.