وقالت: تراي ما فهمت منك شيء فقال فاهمه، ولكن ما انتي مصدقة وأنا خربوش قومي للذي أنا قلت لك، لا يجيك علم ما ترضينه دائم وأنتي تلحقينني بالردا.
تعذرت منه وراحت وهي لم تصدق أنه يجيب الإبل من عتيبة لأنهم شجعان، وكانت الإبل بعيدة عن البيوت والليل قد مضى أكثره وذهبت وضحا إلى عمها وأيقظته من النوم وقالت: يا عمي خربوش جاب الإبل من الأعداء ويقول: تراهن ورا الحزم، فقال العم: ما جابهن إلا خربوش؟
حيثه غالي عليك تبين تلعبين علي بهذا الليل، وقام وراحت معه (وضحى) ولما وصل الإبل، وإذا هي بكاملها ومعها زود من إبل العتبان، وصار عمها عند الإبل، ورجعت (وضحى) إلى بيتها وهي تقول:
يا عم يا صطام، جاب البعارين ... يوم ان شجعان القحاطين خَلَّوه
طلع شجاع يوم عدَّى الثلاثين ... من قبل ما عمرهم يوم عَدّوْه
خربوش يوم انتخى للقحاطين ... كلِّ على فعله بعمره تجلووه
جابه، وقال: ألبل بالحزم مَزيَّن ... مصَدِّق عمي ولا هم تحروه
وصار خربوش من فريس قحطان، وصار أولاده من (وضحي) هم الأمراء في قحطان.
انتهت القصة على خير.
هذا وقد اشتغل محمد القحطاني بتجارة العقار وبخاصة الأراضي فلم تنجح تجارته، بل ركبه دين ثقيل مات قبل أن يستطيع إيفاءه جزاه الله خيرًا، فدفعه عنه الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء.