أكرمني سنة وعلمني على ركوب الخيل، ولكن حطي بالك على الإبل وأنا إن شاء الله شهرين وأنا راجع.
ركب ذلوله ومشى إلى الأردن ولما وصل رفيقه سلم عليه وأخبره في ما تم بينه وبين وضحا، فقال: هلحين أنت تحبها وإلا ما تحبها، قال: إلَّا أحبها وهي جيدة وراعية حلال فقال خلاص خلك ترتاح يوم حصلتها.
رجع إلى الجنوب وفي غيابه عدا على جماعته قوم من العتبان وأخذوا منهم جملة إبل، فقالت وضحا هذه الأبيات:
يوم غاب عنها طير شلوى سروا به ... قوم من العتبان نقوة وشجعان
لو القطامي حاضر ما غدوا به ... عيال غزو شَرَّعوا به وعدوان
لو أحسايف ذود عمي وجلوبه ... مافذ غير الزرق وعيال حيران
خربوش يا مشكاي وان اعتزوا به ... ذود الحبيب اللي تقفوه عتبان
دموع ليما واصلات اجبوبه ... تبكي على ذود حلايب وقعدان
ولما وصل إلى أهله أخبرته وضحا بما جرى وقال: خوذي من والدك الدربيل عطيني إياه، أخذ الدربيل وصار يتطلع إلى الذين أخذوا بعارين جماعته وفي يوم رأى إبل جماعته وتأكد منهن، ولما قرب إليهن وجد عندهن واحد من الفريس يجنب لهن فأغار عليهن وقابلة الفارس فقال: جنب عن الإبل، فقال: الحق كان عندك ظفر وتناطح هو والفارس العتيبي وضرب العتيبي وكسر يده وطاح من على الحصان، ولحق الراعي وانزله من الجمل يخاف يفزع أهل الإبل ورجع إلى الفارس المكسور وإذا هو يحاول ركوب حصانه وعقر الحصان واستاق الإبل وصار يجلدهن حتى ما وصل على جماعته إلا في آخر الليل.
خلى الإبل بعيد عن البيوت ودخل بيته وجد وضحا راقدة، فقال: يا وضحا شوفي إبل عمك قريب البيت خليهم يحفظونها عن السرق، وأعطيني عشاي تراي