لما حضرت الإبل عند الأمير وقالوا الرعاة: إن الذي فكها الشجاع خربوش، قال والد وضحا: وش تقولين ها الحين يا وضحا، تريدينه أو لا تريدينه؟ قالت: إلَّا أريده.
فقال والدها: يا خربوش توكل على الله وضحا تريدك، فقال: ذاك أمس اليوم ما أريدها، وكانت وضحا تسمعه وهو يقول: ما أريدها وما كان منها إلا أنها رمت نفسها عليه وصارت تقبل قدميه وتبكي.
فقام واحد من كبار القوم يقال له نافع وكان خربوش يعزه وقال: يا خربوش خذها إكراما لوالدها ولي وأنت على طلبك للذي تريد، كل بنات الحي يبنك، فقال خربوش: قومي يا وضحا خلاص على شأن والدك، وعلى شأن العم نافع يتم الزواج، فقالت وضحا هذه الأبيات:
بانت فعايلك يا خربوش ... عقب زمان يردِّي بك
حر إلى صك بالمريوش ... قامت تخابر مناديبك
كم فارس ما تعدى الغوش ... دلا يسولف ويسمي بك
خربوش تستاهل المنقوش ... اليوم ارحب وأهلِّي بك
اللي يحوش الظفر محيوش ... تستاهل اليوم من طيبك
فرد عليها خربوش يقول:
وضحا نسيتي أفعال أهموش ... على الرحى وين قولي بك
طرحتي الغدفه عن المخشوش ... وجرحت قلبي عذاريبك
بانت افعالي وانا خربوش ... يوم انه عجزوا معازيبك
وصار خربوش يعد من الشجعان في قحطان من الجنوب بالمملكة.
فقال يوم لوضحا ودي اروح لم الأردن حتى أني أكافي راع الحصان الذي