المفاجأة أن والده الذي كان يعمل تاجرًا في اللؤلؤ ومتشددًا في تفسيره لكثير من تعاليم الدين الإسلامي قد قابله بشيء من الجفوة والقسوة وفرض عليه أسلوبًا في التربية غاية في القسوة.
هذا اللقاء الجاف لابد وأن يكون له تأثيره اللاحق على حياة القصيمي، يقول القصيمي واصفًا ذلك اللقاء في إحدى رسائله التي بعث بها إلى الأستاذ أحمد السباعي:(كانت صدمة قاسية لأكثر وأبعد من حساب، لقد وجدت والدي متدينًا متعصبًا بلا حدود، لقد حوله الدين والتدين إلى فظاظة، أو حول هو الدين والتدين إلى فظاظة، لقد جاء فظًا بالتفاسير والأسباب التي جاء بها الدين حاول أن يبدو كذلك ولا يراه رجل دين وداعية صادقًا إلا بقدر ما يجد فيه من العبوس والفظاظة).
التحق القصيمي في مدرسة الشيخ علي المحمود، ثم توفي والده عام ١٣٢٢ هـ فتحرر من تلك القيود التي كبل بها وانطلق يواصل تعليمه، فأعجب به التاجر عبد العزيز الراشد الذي أخذه معه إلى العراق والهند وسوريا.
تعلم القصيمي بداية في مدرسة الشيخ أمين الشنقيطي في الزبير، ويذكر الأستاذ يعقوب الرشيد أنه التحق بالمدرسة الرحمانية بالزبير، ثم انتقل إلى الهند ومكث بها عامين تعلم في إحدى المدارس هناك اللغة العربية والأحاديث النبوية وأسس الشريعة الإسلامية، ثم عاد إلى العراق والتحق بالمدرسة الكاظمية ثم انصرف عنها إلى دمشق ثم إلى القاهرة التي شهدت الميلاد الحقيقي للقصيمي.
وقالت إيلاف:
صادف يوم التاسع من كانون الثاني / يناير لعام ٢٠٠٢ م، الذكرى الخامسة لرحيل المفكر السعودي الثائر عبد الله بن علي القصيمي، الذي يُصنف على أنه حامل لواء الليبراليين العرب، وقائدهم في معركة حامية الوطيس، كان طرفها