ولم تنسحب المواقف الحادة على الكتابة وحدها بل على الحياة أيضًا فقد وقف القصيمي معارضا لعبد الناصر أثناء حرب اليمن، فطرده عبد الناصر من مصر، حيث ذهب إلى لبنان وبقي فيه إلى ما بعد وفاة الرئيس المصري الأسبق.
وكان ذلك القصيمي الذي وافته المنية بالقاهرة أمس الأول قد بدأ مسيرته في السعودية حيث ولد في قرية (خب الحلوة) في القصيم عام ١٩٠٥ م ثم غادرها بعد دراسته الأولية فيها لطلب العلم في الهند والعراق إلى أن استقر به المطاف في الأزهر الذي أخذ عليه علماؤه آنذاك، تطرفه في الدعوة إلى تحرر المرأة.
والمعروف أن الراحل قد دأب في السنوات الأخيرة على عقد ندوة فكرية في منزله بالقاهرة كل يوم جمعة يتردد عليها مجايلوه من المفكرين كرئيس وزراء اليمن السابق أحمد محمد نعمان، والكاتب الإسلامي خالد محمد خالد، وعبد الرحمن الشرقاوي، ومحمد أنعم غالب وغيرهم.
وفي حديث خاص لـ (الشرق الأوسط) مع محمد القصيمي قال ابن المفكر الراحل الذي شكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على إرسال مندوب لحضور مراسم الدفن: إنه يفخر بالتراث الذي تركه الأب المفكر وبالآراء التي قرأها عنه في المصادر والمراجع الغربية والعربية، وأكد أن والده كان يقرض الشعر وله العديد من القصائد غير المنشورة.
أما ليلى القصيمي ابنة عبد الله القصيمي، والتي كانت آخر من يلقي عليه نظرة الوداع، فقد قالت إنه كان سعيدًا وهو يموت، وكانت علائم الارتياح تبدو على وجهه الأبيض الطري والجليل، ويؤكد محمد وليلى أن القصيمي كان أبًا مثاليًا وقد عني بتعليمهم العربية وتراثها وحثهم على التمسك بالأخلاق الإسلامية الصحيحة، وكان دمثًا وصبورًا في كافة المواقف الصعبة.
وتضيف الممرضة التي أشرفت على علاجه في الدور الثالث بمستشفى