للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(هذي هي الأغلال) فإنها في هذه المرحلة الثالثة أكثر تميزًا ووضوحًا، والذين قرءوا كثيرًا للقصيمي في هذا الطور، وعرفوا طريقته في التعبير والتصوير، خليقون أن يميزوا آثاره الكتابية من آثار غيره حتى ولو لم يذيلها بتوقيعه.

ثم قال الأستاذ عبد الله عبد الجبار:

لقد أصبحت القصيمي شخصيته الفنية في الكتابة لها طابعها الفريد، والنصوص التي عرضناها له خلال دراستنا لأفكاره في طور الانفجار تكشف عن ملامح هذا الطابع.

وأولى مميزات هذه الشخصية هي (الكمالوفية) من الأفكار، وهذه الميزة استتبعت ميزة أخرى هي: (اللامالوف) من التعبيرات، مثل قوله: ليس الحكام المتسلطون إلَّا قومًا من القناصة، تهاوت نبالهم السعيدة على قطعان الخنازير الذليلة! ، وقوله: "إن شر الحكام هو المستبد المصلح، فإصلاح المستبد ليس إلَّا عملية تسويغ للاستبداد، فهو كوضع الموت في (برشامة) " وقوله: "هل رأيت من يعطي الخنجر لقاتله، ومن يحني هامته لكي يتسلق عليها اللص إلى منزله؟ ! لقد رأينا كلنا ذلك، فالشعب الذي يقيم فوقه حاكما طاغية هو ذلك القتيل الذي يعطي قاتله الخنجر، ويطأطئ هامته كي يتسلق من فوقها اللص! ! والقاتل الذي هو الحاكم - لا حول له لولا المقتول - الذي هو الشعب -! ! ".

ومن هذه المميزات أيضًا: اختياره للعناوين الغريبة لمقالاته مثل: (مقتبسات من الجيل لم تعرفه المجامع)، و (مصارعة الثيران في السياسة الدولية)، و (أفكار ضد التفكير) (١).

وأسلوبه الفني يمتاز بقوة التأثير، وإذا كان الدكتور طه حسين يرى أن خير الأدب هو ما يثير في النفس الخواطر، فإن أدب القصيمي لا يثير الخواطر