للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مزيد، وهو إلى ذلك عنده ذوق رفيع في معاملة الناس.

قال: واستمر إعجابي به وحرصي على التحدث إليه، وكنا نجمع لإحدى النساء الفقيرات المسلمات شيئًا من المال مساعدة لها.

فطلبت منه أن يسهم معنا بدفع ما يريد، قلت له ما قلته لغيره: إن ذلك سيكون في ميزان حسناته، وتلوت الآية الكريمة {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}. فقال لي: أليس الله غني عن خلقه؟

أليست الآية القرآنية تقول: (والله هو الغني وأنتم الفقراء)، قلت: بلي، قال: فكيف إذا يقرض الفقير الغني، الله يقول: (والله هو الغني الحميد).

قال: فلم يزل يورد عليّ من هذه الأمور ويشككني في هذا العمل الخيري حتى كرهته وعزمت على مقاطعته.

أقول: هذه الشبهة التي أوردها القصيمي وردت على ذهن بعض الصحابة، وسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك الحافظ الأصبهاني في كتابه (الترغيب والترهيب، ج ٢، ص ٩٣٨)، وهو غير كتاب (الترغيب والتهريب) للحافظ المنذري، فقد روى الحافظ الإصبهاني الجوزي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: لما نزلت {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، الله سبحانه يحتاج إلى القرض وهو عن القرض غني؟ قال: "يريد أن يدخلكم بذاك الجنة" (١).

وبهذا انتهى الكلام على عبد الله بن علي القصيمي من أهل خب الحلوة.


(١) الترغيب والترهيب، ج ٢، ص ٩٣٨.