ثم يوفي دينه أو بعضه من ثمرة النخل أو من محصول القمح.
وذلك أن جميع الأسرة كانت تعمل في الفلاحة من أجل كسب لقمة العيش الشريف.
ولقد قارنا بين فلاح مثل صالح بن سالم القعير هذا وهو مثل ينطبق على مئات الفلاحين أو آلاف الفلاحين فوجدنا أوراق مداينته وذكرناه، بل نوهنا بذكره، وبين شخص آخر في مثل مكانته الاجتماعية ولكنه لم يجد من يداينه أو حتى لم يبحث عمن يداينه، وإنما اكتفى بعيشه القليل الذي لا يزيد عن الكفاف، وأحيانًا لا يصل إلى الكفاف، ثم مات، فنسي ذكره، وعمي أثره وصار أهله لا يعرفون عنه شيئًا، ولم يخط عنه حرف في ورقة لوجدنا المستدين أحسن حالًا، وذكره صار حيا بسبب ذلك الدين الذي استدانه.
ونعود إلى ذكر صالح بن سالم القعير فنقول: إننا وجدنا ورقة مداينة بينه وبين محمد الرشيد الحميضي، والدين أربعة وأربعون ريالًا فرانسه مؤجلات يحل أجل وفاء ١٤ منها انسلاخ ربيع الثاني من عام ١٣٠٩ هـ. ويحل أجل وفاء ثلاثين منها في عام ١٣٠٨ هـ والرهن على ذلك الدين بكرة وهي الناقة الشابة شقحا أي بيضاء وناقة ملحاء أي سوداء سوادا غير حالك، وحمارة بيضاء.
والشاهد على ذلك مبارك العليان، وهو من (العليان) أهل خب البريدي أما الكاتب فإنه الشيخ عبد العزيز بن الشيخ الكاتب العالم صعب بن عبد الله التويجري.