وجاء ذكر صالح بن سالم القعير راع السادة أي صاحب النخل الموجود في السادة وهي التي كانت قرية تقع إلى الجنوب الشرقي من بريدة القديمة وأصبحت الآن حيًّا من أحيائها إذ لحقت بها عمارة مدينة بريدة فاحتوتها وجاوزتها، وقد ذكرت السادة في (معجم بلاد القصيم).
وصالح بن سالم القعير ورد ذكره صاحب نخل ثمين لأنه كان يستدين عليه من التجار المشهورين الذين لولا ثقتهم به وأهمية ما يملكه لما أعطوه مالهم، دينًا عليه.
ولا يستغرب هذا من كان مثلنا عاش في زمن الفقر والفاقة، حيث كان من أوصاف الفلاح الناجح الجيد أنه لو أراد أي دين لقي من يداينه إياه، لأن الفقير العاجز لا يجد من يداينه، ولو طلب ذلك وألحف بالطلب، لأن التجار المداينين لا يعطون المال دينًا إلَّا لمن يرجون وفاءه منه.
ولقد كان ما يحز في نفسي - كما ذكرت ذلك في المقدمة - ألا يجد بعض بني قومنا ذكرا لآبائهم، وأجدادهم إلَّا في كونهم استدانوا من فلان كذا أو أقروا بأن عندهم لفلان كذا.
فتلك عادة الفلاحين إذ الثمرة المهمة عندهم هي التمر والقمح وكلاهما له موسم، والفلاح يحتاج إلى أشياء تتعلق بحاجات أسرته، أو حاجات فلاحته، وليس لديه ما يبيعه حتى يحصل من ثمنه دراهم، لذلك يستدين على الثمرة المذكورة، وهذا أمر شائع لا ينبغي أن يجزع منه أحد في الحاضر كما كان شائعا لا يحرج منه أحد في الماضي.
بل إن الذي يستدين يحمد الله على أنه وجد من يداينه كما سبق، ولنا أن نتصور حالة أحد من الناس الذين لهم أسرة حتى وإن لم تكن كبيرة، وليس عنده مورد عيش في تلك العصور فماذا يصنع؟ إلَّا أن يفلح أي يعمل في الفلاحة ويستدين من أجل البداية بعمله