وهكذا ذكر عددًا من الأسر كان برز منها أشخاص متميزون.
واشتهرت نصيحته لمهنا الصالح أبا الخيل عندما رأى تطلعه للإمارة، قال له:
شوري عليك - يا مهنا اترك دورة الإمارة خل عيالك ينامون بسواقي النخل وإلا تراهم يقتلون، وقيل: إنه قال: وإلا ترى اللي يموتون منهم مقتولين أكثر من اللي يموتون منهم على فراشهم.
ويتحدث الناس عن صدق قوله ومنهم والدي رحمه الله، قالوا: مات مهنا الصالح نفسه مقتولا بيد أناس من آل أبو عليان في عام ١٢٩٢ هـ. ومات ابنه حسن الذي تولى الإمارة بعده حبيسًا كسير الرجل، بعد أن هزمه محمد بن رشيد في وقعة المليدا عام ١٣٠٨ هـ.
ومات ابنه الذي تولى الإمارة بعده (صالح الحسن) قتيلًا في الرياض مع أخيه مهنا بعد أن كان الملك عبد العزيز عزله عن الإمارة وسجنه في الرياض.
ومات خلال ذلك وبعده من المهنا خلق وقد أحصي من مات منهم في وقعة الطرفية التي يسميها بعض الناس وقعة الصريف ثمانية رجال.
وصار الناس يذكرون قول (أبو القفارات) ونصيحته لمهنا في هذا الأمر.
ولو كان الناس في زمنه يسجلون كلمات الرجال وأخبارهم لكانت أخبار سليمان القفاري تؤلف كتابًا ممتعا لأهل هذا الزمان، بل وحتى لزمن الذين جاءوا بعدهم، ولعل أحدًا من أسرة (القفاري) يجمعها ويسجلها في ورقات.
أقول: الذي نعرفه أن اسم جد القفاري أول من جاء منهم إلى بريدة هو (ناصر) ولكن الشهرة والتجارة حصلت لهم بسبب ابنه سليمان الذي تقدم ذكره.
وقد ورد اسم سليمان القفاري هذا في وثائق عديدة من مبايعات وشهادات على مداينات وعلى عقود ونحوها، وأغلبها يدور حول منتصف القرن الثالث عشر وبعده بقليل.