للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد بقي قني في النيابة أي في وظيفة (نايب) دهرًا كان منفردًا فيها ثم كان معه غيره وبخاصة عبد العزيز بن علي المقبل.

و(قني) اشتهر بذكائه وقوة فراسته في اكتشاف الجريمة، وله عجائب وغرائب في هذا الأمر.

حتى زعم بعض العامة أنه يستخدم الجن في ذلك لما رأوا من صدق حدسه، وقوة فراسته، ولطف حيلته على حد قول أبي العلاء المعري: :

وقد كان أرباب الفطانة كلما ... رأوا حسنًا عدوه من صنعة الجنِّ

جاء قني إلى سوق النساء وهو في طرف سوق الرجال الرئيسي في بريدة في غربيه في آخر (قبة رشيد) القديمة فرأى امرأة أمامها شيء تبيعه مثل بضائع النساء التي تتراوح من البيض والنوى، إلى أشياء أكبر منها، فعرف أنها رجل قد لبس ملابس امرأة فوقف عليها وسأله عما معها فأشارت المرأة بطرف كمها كما تفعل المستحية، وقالت بصوت رقيق كصوت المرأة: إنه بكذا، فما كان من قني إلَّا أن عرفه وقال: يا فلان قم ولا تعود لها، وإلا رحت بك للأمير.

فانصرف الرجل المتظاهر بأنه امرأة خجلا ليعيد لبس ملابسه (الرجالية) في بيته وكان الرجل فعل ذلك لكي يرى النساء عن قرب وربما يجد بينهن مريبة يحادثها ويتفق معها على شيء.

كان أحد العقيلات أهل بريدة عائدا من الشام ومعه (كَمر) أي هميان وهو الحزام من الجلد الذي توضع فيه النقود ويشد على البطن وفي هذا الكمر جنيهات ذهبية هي حاصل ما معه، وكان معه عدد من رفقته، وقد نزلوا على ماءٍ عنده أعراب إلَّا أنهم كالمتحرزين منهم وبعضهم يحرس بعضًا.

وقد فقد (الكمر) وفيه الجنيهات في الطريق فلم يسع الرجل عمل شيء حتى