منهم شيخنا الشيخ صالح بن إبراهيم بن سالم الكريديس كان إمام مسجد ابن شريدة في شمال بريدة وهو المسجد الذي نصلي فيه لأنه قريب من بيتنا، لا نعرف تاريخ ولادته ولكنه عندما توفي في ١٢ ذي الحجة عام ١٣٥٩ هـ كان في سن الثمانين.
وكانت له حلقة في هذا المسجد تضم عددًا من الطلاب المختلفة أعمارهم بعضهم يجوِّد عليه القرآن وبعضهم يقرأ عليه الحديث وبعضهم يدرِّسه النحو.
ومنهم خالي إبراهيم بن موسى العضيب ومحمد الرويسان وإبراهيم بن صالح الصايغ، وخالي صالح بن موسى العضيب، مع أنه طالب علم مجيد، وعبد الرحمن بن صالح الحصان.
وقد رغب إليه والدي في أن أقرأ عليه في الدرس الذي يراه وكنت آنذاك في الثالثة عشرة من عمري، ولكن والدي كان حريصًا على أن أطلب العلم، فطلب مني الشيخ ابن كريديس أو نصحني أن يكون درسي في (الأربعين النووية) للإمام النووي فكان يأمرني بحفظ الحديث ثم يشرحه لي وذلك في المسجد بحضور جماعته الحريصين على مجالس الذكر والاستماع إلى الفوائد العلمية، ومنهم والدي - رحمه الله.
وكان إلى جانب ما هو معهود من المشايخ من طلبة العلم الذين كان أكثر تعليمهم لطلابهم أن يقرعوا الكتب قراءة صحيحة أي أن يصححوا أخطاءهم كان يشرح الحديث، ويأتي بفوائد علمية بلغة فصيحة، إلا أنه كان في بعض الأحيان يأتي بكلمات عامية توضح للطلبة المعنى إذا لم يفهموه وبخاصة أنه كان يحضر مجلسه بعض العوام الذين يريدون أن يفهموا الدرس في المسجد.
بدأت القراءة عليه فكانت قراءتي عليه فتحًا عظيمًا بالنسبة إليَّ.
كانت سني آنذاك ثلاث عشرة سنة إلا أن كون الدرس في مسجدنا