للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونهبوها، ودخل راشد الدريبي قصر الإمارة، وهرب من البلد كل من يخاف على نفسه من أتباع المسلمين، فأرسل عبد العزيز إلى أهلها الذين خرجوا منها، وهم آل ابن عليان أنهم يقبلون إليه يقيمون عنده، فقصدوه فأكرمهم غاية الإكرام، وأعطاهم كثيرًا من الحطام، وأقام عريعر في بريدة أيامًا، ثم ارتحل عنها ومعه عبد الله بن حسن، ونزل الخابية الموضع المعروف قرب النبقية، وقد جمع جموعًا كثيرة من بني خالد وغيرهم من بوادي نجد وغيرها، وكاتب من كاتب من بلدان نجد، واستعد للمسير إلى الدرعية وغيرها، فعاجله أمر الله تعالى ومات في الخابية المذكورة، وذلك بعدما ارتحل من بريدة بنحو شهر، وتولى بعده في الجموع والجنود ابنه بطين، وفرق بعض خزائن أبيه في طلب تتميم ما هَمّ به أبوه من الأمر، فلم يستقم له حال وخنقوه في وسط البيت، وتولى دجين فلم يلبث إلا مدة يسيرة حتى مات، قيل إن سعدون سقاه سمًا، وأطلق الله أسر عبد الله بن حسن في تلك الحوادث عليهم (١).

والأمير عبد الله الحسن هو عبد الله بن حسن بن محمد بن عبد الله بن حسن بن محمد بن عليان (آل أبو عليان).

وهو من أكثر أمراء آل أبو عليان حكمة وأوسعهم عقلًا، ولم يذكر عنه المؤرخون والإخباريون ظلمًا ولا تطاولًا على غيره حتى إنه ابتلي بابن عمه - على حد تعبير المؤرخين - والمراد به أنه من أسرة آل أبو عليان راشد الدريبي، وهو من ذكرناه شدة وصرامة وسعة حيلة، فصار يستعمل الصبر في مقاومته حتى قتل الأمير عبد الله بن حسن في وقعة (مخيريق) عام ١١٩٠ هـ، وقد تسمى وقعة (مخيريق الصفا) وكان قد خرج مع الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود في غزوته على عريان آل مرة وهم في أرض الخرج.


(١) عنوان المجد، ج ١، ص ١٢١ - ١٣٣.