للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر المؤرخون أن الأعراب ألجأوا غزو الإمام عبد العزيز إلى عقبة وعرة تسمى (مخيريق الصفا)، والصفا: جمع صفاة وهي الأرض الصخرية الصلدة، والعقبة: المكان المرتفع الصعب المرتقى من حجارة الجبل، وقد وقع في تلك العقبة الكثير من الركاب والرجال وقتل من الرجال الذين كانوا مع الإمام عبد العزيز نحو خمسين رجلًا، منهم الأمير (عبد الله بن حسن) هذا.

قال ابن بشر في حوادث سنة ١١٩٠ هـ:

فيها سار عبد العزيز بجنود المسلمين وقصد عربان آل مرة وهم في أرض الخرج، وكانوا قد اجتمعوا في أرض الخرج وتأهبوا للحرب والقتال، فقاربهم عبد العزيز ليلًا، وشن عليهم الغارة وقت الصباح، فأخذ الإبل من مواضعها فتفازعت تلك العربان واختلط الفرسان، وحصل قتال شديد، وكان غارة المسلمين عليهم في شعيب ضيق، فأمسكوا عليهم الأعراب مضيق الشعيب، ولم يكن للمسلمين مصدر غيره، فحصل عليهم هزيمة وجدوا في ساقتهم، وألجأتهم الأعراب إلى عقبة وعرة، تسمى مخيريق الصفا، ووقع فيها كثير من الركاب والرجال، وقتل من المسلمين في تلك الهزيمة نحو خمسون رجلًا، منهم عبد الله بن حسن أمير القصيم وهذلول بن نصير، وتسمى هذه الوقعة (وقعة مخيريق) (١).


(١) عنوان المجد، ج ١، ص ١٣٠ (الطبعة الرابعة).