ويبقى عنده في الأحساء مدة تطول أحيانًا إلى الشهرين يكون ابن بيوض خلالها في مجالس الأمير ابن جلوي ويسامره.
ومن الطرائف التي تستحق الذكر هنا ما حدث به علي اليوسف البيوض نفسه أنه كان مرة عند الأمير ابن جلوي فجاء إليه (المضايفي) أي: المسئول عن الطعام وقال له:
تفضل يا طويل العمر، العشا جاهز.
وعشاؤه عليه الذبائح والطعام الفاخر في ذلك الزمان، قال: فنهض ونهضنا معه، فلما جلسنا على المائدة، ولم نبدأ بعد بالأكل جاء إليه أحد رجاله وهو يقول له: يا طويل العمر، هذا المجرم (فلان) أخزاه الله ومسكناه.
ويقصد شخصًا كان قد ارتكب جريمة قتل وأمورًا أخرى مخلة بالأمن وتقرر قتله، ولكنه هرب من السجن.
قال ابن بيوض: فقال ابن جلوي: هاتوه يا الله يا ولد راسه، أي: اقتلوه حالا.
قال: فلما فرغوا منه التفت إلى الأمير ابن جلوي وقال: تفضلوا لنأكل وبدأ يأكل بالفعل.
فقلت له: يا طويل العمر كيف أستطيع أكل وأنا أشوف رأس الرجل مقطوع من جسده وطايح لحاله على الأرض؟
فقال ابن جلوي: والله يا علي ما صار للطعام لذة لما إني ذبحت هذا الخبيث الذي آذى المسلمين.
كان عبد الله بن بيوض عند الأمير ابن مساعد في حائل فأرسله في مهمة إلى الجوف فوجد في البرية طفلة بدوية في حدود الثالثة أو الرابعة من عمرها، ربما كان أهلها مقتولين في معركة، ولم يكن معها ولا بقربها أحد فخاف عليها