من السباع، أو أن تموت جوعًا وعطشًا فأخذها معه في الخرج وقال للأمير ابن مساعد: ماذا أصنع بها؟ خلوها عندكم.
فقال ابن مساعد: إسأل الشيخ القاضي فسأله وقال القاضي: خلها عندك يا ابن بيوض إن جوا أهلها عطهم إياها وإلا إذا صار عمرها عشر سنين، تعال عندنا نعقد لك عليها، أي نزوجك بها، قالوا: ولم يسأل عنها أحد فعقد له القاضي عليها بعد ذلك وتزوجها ورزق منها ببنت.
ومن أخبار عبد الله بن بيوض: أن الملك عبد العزيز آل سعود كان نازلًا في بيت فوزان السابق، وكان صالح الحسن في قصر بريدة، بعد دخولهما بريدة عام ١٣٢٢ هـ، فكان يرسل عشاء الملك عبد العزيز إليه، ومرة جاء لابن سعود وفد فيهم جماعة من كبار مطير فقدم إليهم العشاء ولم يبق منه شيء.
فقال لشلهوب: دور لنا عشاء.
فقال شهلوب: نبي نروح لعبد الله بن بيوض وفعلًا جاءوا إليه في الليل فرحب بهم وأسرع يذبح ذبيحة عنده أعدها لمثل هذا الغرض فذبحها قصاب أرسل إليه.
وكانت زوجته بنت عيبان الصوينع تعمل في تجهيز العشاء، وأحضر عليقًا وهو التمر في قنو فأكل الملك عبد العزيز ومن معه، وأسرع ابن بيوض يحضر مرق الذبيحة مع التمر.
ثم قدم عشاءهم ذبيحة فوق الجريش فتعشوا، وهم يعرفون أنهم لا يجدون من له استعداد للعشاء بهذه السرعة مثل ابن بيوض.
ولما قال الملك عبد العزيز له: أنعم الله عليك يا عبد الله، قال ابن بيوض للملك عبد العزيز هذا البيت ردده أكثر من مرة:
أنْ كان أبا زيد ضاف بالعمر مَرَّة ... يا طول ما حنا لا با زيد ضيوف