للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وذكر لي أن عبد الله الماضي هذا، مات في عام ١٤٠٠ هـ على وجه التقريب، قال الجديعي:

قصة الجمال وابنته عن عبد الله الماضي:

فيه رجل جمال عنده جملين يحتطب عليهن ويبيع في بلده، وله زوجة وله بنت تبلغ من العمر سبع سنين، وأراد الله وتوفيت أم البنت ولا له قرابة يجعل البنت عندهم، والبنت عيت تروح للجيران، وابحلت والدها وقالت ابروح معك للبر وصارت تروح مع والدها للبر.

وفي مرة كان والدها يقطع الحطب، وقال خليك عند الثاية وهذي عادتها تجلس عند الثاية لما يجي والدها الذي ليس بعيد عنها، لكن في هذه المرة ثار عليهم عجاج شديد ولم تنتبه البنت إلَّا والعج يخيم عليها، وخافت وتركت الثاية وراحت تريد والدها ولم تهتد إليه وبقيت تركض والريح شديدة، ولما صار في آخر الليل وهي تركض وإذا هي لم تسمع ولا تبصر من الخوف الذي اعتراها.

أما والدها فإنه أخذ يبحث عنها ولم يعلم بأي جهة من الأرض وركب أحد الجمال وصار ينشد عن هذه البنت المسكينة حتى إنه أيس منها، قال في نفسه: أكلتها السباع ورجع إلى حطبه وأيس من بنته نوير وقال قصيدة يتوجد على بنته فقال:

راحت نوير وتركتني وحيد ... وانا بطعوس عاليات المراقيب

راحت وانا مانيب عنها بعيد ... راحت فوات الحرص ماكولة الذيب

وأيضا دموع العين ماله تعيدي ... واحسرتي باقي حياتي تعاذيب

لقيت غرفتها والثوب الجديد ... راحت عريانه مع روس العراقيب

وأما نوير فإنه بعد يومين صارت لا تبصر ولا تسمع ولا تهرج من الخوف الذي جرى عليها.