للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي آخر اليوم الثاني إذا راعية غنم وجدتها طايحة تحت شجرة أرطاة وكانت الذي وجدتها امرأة جيدة على طول حلبت من أحد الغنم وأعطتها حليب.

وبعد ساعة حيت، إلَّا أنها لا تستطيع المشي، وحملتها على ظهرها حتى وصلت إلى بيتها وأخبرت زوجها، وقال: أحسني بها يجي لها أحد.

وبعد كم يوم أبصرت وسمعت وبدأت تمشي وصارت بين أهل هذا البيت معززة ومكرمة، ولكنها لا تهرج.

وما كان من أهل البيت إلَّا أنهم ارتحلوا إلى الشمال لأجل الربيع وصارت نوير ترعى الغنم كل يوم.

وبعد سبع سنوات وهي لم تنطق بالكلام بس بالإشارة، ووالدها أيس منها وجازم أن الذئب أكلها وصار والدها مع الرجل الذين يحملون بضائع من العراق إلى القصيم.

وفي يوم كان معه عشرون بعيرًا يحمل عليهن بضائع وصار يوم يحمل البضائع ويوم يخلي الإبل ترتاح وترعي.

وكان معه جماعته وهم خوياه ودائم وهو يقول عيت نوير تروح عن بالي، وجماعته يلومونه على كثر ما يجيب طاريها، وودهم بأنه ما يطريها عندهم، يزعمون أنه مفرط فيها، هو الذي خلاه يجيب خبرها كل يوم.

وكانوا في سفرهم هذا من العراق يقول: إني خاطب لي حرمة وأنا على موعد مع أهلها إذا رجعت ابتزوج إن شاء الله.

وصار رفاقه يهنونه بالزوجة التي سوف يتزوجها إذا رجع، فقال كبير الحملة: يا علي أحب إليك إنك تزوج وإلَّا أحب إليك أنك تلقى نوير؟

فقال علي: والله إن ودي ألقى نوير ولا أبي الزواج والله لو ماتت عن مرض أني ما أتأثر عليها، لكن عيت تروح عن خاطري.