قيل: كان عنده مرة مقدار من العلف في مكة يتجر به، فقال مداعبًا لأحد إخوانه:
الله يجيب الجراد وما يجيب المطر ... من حد ركبه إلى سيف البحر
وقال أيضًا:
دام عندي صليبه ما يطقق سماه ... حتى راع المعزى يبحل بعشاه
والصليبة مقدار من العلف على هيئة حزمة طويلة مستديرة تصنع في الحجاز، وتباع هناك، وطقطق سماه: سماؤها، كناية عن الرعد.
وله قصائد وشعر يتجاوب فيه مع الملك فيصل بن عبد العزيز أي يتحاوران في الشعر.
كان عبود المبارك قد مات والده صغيرًا فصار يتيمًا عند أعمامه، فكانوا يأمرونه أن يقضي حوائجهم على عادة الناس في أولادهم وغيرهم من الصغار.
فذهب إلى مكة وعمل مع شريف مكة جنديًا، ثم ترقت به الحال حتى صار ضابطًا رئيس قشله، والقشلة هي القلعة العسكرية.
فحج عماه راشد الحميد والثاني محمد المبارك وكلهم شايب، وذهبوا إليه فرحب بهم وقهواهم وأخذهم أصدقاؤه بالقهوة كذلك من قهوة إلى قهوة.
وفي النهاية بعد العشاء قدم لهم العشاء ذبيحة وعزم كبار أصدقائه، ولم ينتهوا من ذلك إلَّا متأخرين خلاف عادتهم.
وكان أنزلهم في غرفة خصصها لهم في (القشلة)، فصاروا يتحدثون، فقال أحدهما للآخر: شف وليد أخيِّي الله يجزاه الجنة أكرمنا، فقال الثاني: أي بالله ما قصر، لكن لو كان عشانا بخبيزة وخلانا نقوم نصلي تالي الليل! ! !
ثم صار (عبود المبارك) من رجال الملك فيصل المقربين في مكة المكرمة.