وهم بحل، ومن بعدهم الصالح من ذريتهم، وصلى الله على محمد".
وفي هذه الوصية أشياء قد تحتاج إلى تنبيه لكونها تخفى على بعض الشباب من القراء منها قولها: جميع الضحايا دوام أي مستمرة يضحي بها في كل عيد أضحية من كل عام، وهذا طبيعي، إذ من المفترض أن يستمر دخل النخل الذي أوقفته فيكون فيه من الريع ما يكفي للضحايا.
وقولها: وجدتها (نصرة) واسم (نصرة) كان شائعًا في وقتها، وأدركت شيئًا منه فكنت أعرف امرأة اسمها (نصرة) ولكنه تلاشى الآن، وكأنما (نصرة) مؤلف ناصر منظورا إلى معناه لا إلى لفظه.
وقولها: حياة عينها، يعني مدة حياتها، ولكنه يشير إلى معنى مهما طالت حياتها، وقولها: ما توتي عندها أي ما ينازعها منازع فيها. انتهى.
وهذه شهادة لطرفة المبارك السالم حول ما وجدوا في بيت أخيها محمد المبارك يوم مات من النقود وأنهم ما وجدوا إلأ أربعين ريالًا وأربعًا وعشرين مشخصًا، والمشخص كما قدمت نقد ذهبي فيه تمثال شخص لذا سمي (مشخصًا) وستة زرور، والزر: نقد ذهبي يدل اسمه عليه لأن زر معناها ذهب بالفارسية، وقد دخلت إلى العربية منذ وقت طويل، ذكرتها في كتاب:(معجم الألفاظ الدخيلة في لغتنا الدارجة)، ثم أضافوا بأنهم وجدوا أيضًا صرف أربعة أريل أي من النقود الصغيرة ما يساوي أربعة أريل، وقد اشهدوا على ذلك شخصًا يرجع نسبه إلى السالم وهو عبد الله العبد الكريم بن عبود وهو عم والدي، والكاتب وهو علي العبد العزيز بن سالم من أسرة السالم نفسها.
وهذه النقود التي ذكروها بصفة التقليل: ما لقينا إلَّا كذا تعتبر وحدها ثروة رجل ثري، فإذا أضيف إليها ما خلفه محمد آل مبارك من غير النقود اعتبر ثريًا حقًّا.