فقلت له: إنني أعلم أيضًا أنك فوق مستوى طلاب الرابعة في العلوم الدينية، ولكن هذا هو النظام عندنا، وما دمنا نجد العدد الكافي من تتوافر فيهم شروط القبول فإننا لن نقبل ممن لا تتوافر فيهم شروط القبول أحدًا.
وقلت له: إننا الآن لا نقبل كل الذين تتوافر فيهم شروط القبول لكثرة المتقدمين، وإنما نعقد لهم امتحانات مسابقة لنختار منهم الأفضل فالأفضل.
فتركني غاضبًا، ثم ذهب إلى عدد من المشايخ الذين كان يقرأ عليهم يريد أن يتوسطوا له بالدخول إلى المعهد، ومنهم الشيخان المدرسان في المعهد الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي وهو شيخي قبل المعهد والشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وهما يعلمان طريقتي في القبول، وأنها مبنية على ما أرى فيه المصلحة، وليست متعلقة بأشخاص أو نحوهم فسألاني في عما إذا كان يمكنهما أن يكتبا للشيخ محمد بن إبراهيم رئيس الكليات والمعاهد العلمية شفاعة بقبوله في المعهد بصفة استثنائية لشدة رغبته في طلب العلم، وحصوله على قدر لا بأس به من المعلومات العلمية الآن.
قلت لهما: إنه لا مانع لديَّ من ذلك فكتبا للشيخ محمد بن إبراهيم، وقد أرسل إلي المدير العام للكليات والمعاهد العلمية الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم كتاب الشيخين قائلًا: إذا كان الأمر كما ذكر الشيخان عن المذكور فاعقدوا له امتحان قبول إذا نجح فيه أدخلوه بما ترون، فعقدنا له اختبار قبول تولاه اثنان من المشايخ المدرسين في المعهد نجح فيه فألحقته بالأولى الثانوية.
وقد واصل دراسته في المعهد بإقبال وشغف بالعلم حتى نجح منه ثم من كلية الشريعة في الرياض، هذا وقد اشتغل بتجارة العقار بعد تخرجه من الكلية وتوظفه في المعهد فنجح نجاحًا كبيرًا حيث اشترى أول الأمر أرضًا كبيرة بثمن رخيص وباعها وباع منها بثمن غالٍ، فكانت مبدأ ثروته.