أما الآن وبعد أن كثر نسل أحد فروعها وهم المشيقح فإنهم بلا شك يزيدون عن الرقم المذكور بعشرة أضعافه أو أكثر من ذلك.
ومنهم الشيخ ناصر بن علي المبيريك تخرج من كلية الشريعة في الرياض.
وقصة طلبة العلم فيها غرابة، فقد نشأ عاميًا وطلب العلم على كبر، فقرأ على بعض المشايخ في المساجد، ولازم ذلك حتى كنت أراه يعلق كتابه في كتفه أينما ذهب يضعه في كيس وكنت أتعجب من ذلك، لأنه لم يكن يفعله إلا صغار الطلبة عندما يذهبون إلى مدارسهم، ولكن ذلك كان حرصًا منه على أن لا يغيب عنه الكتاب في أية لحظة.
وفي مرة من المرات في عام ١٣٧٦ هـ جاء إليَّ وأنا في إدارة المعهد العلمي، وقال: أنا أريد الدخول في المعهد العلمي للدراسة، فقلت له: حياك الله، ولكن الالتحاق بالمعهد والدراسة فيه لها شروط كنا تغاضينا عنها في السنة الأولى عند تأسيسه حتى نحصل على عدد كاف من الطلبة لإنشائه.
أما بعد ذلك بسنة واحدة، فإننا نشترط شروطأ فيمن يتقدم للقبول فيه، وأنت لا تحمل أية شهادة إلا الثانية الابتدائية.
ثم قلت له: إنني أعرف أنك حريص على طلب العلم، وأنك قد حصلت على قدر منه، ولكن لابد من الحصول على مؤهل، وقد رددنا كثيرًا غيرك من أمثالك، حتى احتالوا لأنفسهم بان انتظموا بالدراسة في مدرسة ابتدائية وحصلوا على شهادة النجاح في السنة الرابعة الابتدائية، فهؤلاء نعقد لهم اختبار قبول للدخول في القسم التمهيدي الذي هو سنتان إذا نجح فيها الطالب ينتقل إلى المعهد الثانوي، فضاق صدره كثيرًا وذلك من فرط محبته في دخول المعهد، وقال: أنا كبير السن فكيف أدرس في الرابعة الابتدائية.