للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رضي الله عنهما، الشمر بن الجوشن الضِّبابي.

مات سليمان بن متعب المذكور عام ١٤٠٣ هـ بعد أن عمر طويلًا.

حدثني محمد بن علي الدخيّل عن سليمان هذا قال: جاءتنا مسغبة وركبتني حاجة شديدة حتى لحقني الجوع أنا وأهلي وفيهم أطفال، وكان أشدهم عليَّ طفلة عمرها ثلاث سنين صارت تصيح الليل والنهار تبي تمرة، والتمر غالي ولا عندنا فلوس، وأكثر الذين عندهم التمر يجحدونه خشية من أن ينتهب منهم.

قال: وكان ذلك قبل سقوط حائل بقليل أي قبل عام ١٣٤٠ هـ بقليل، فأخذت سكينًا تحزمت عليها، وقفزت من سور بريدة وكانت أبوابه تغلق في ذلك الوقت وسرت في الليل حتى أتيت بدوًا نازلين غرب القرعاء، قال: والبدو في ذلك الوقت أكثر حلالهم نهابة، قليل منهم اللي يحل أو يحرم فقلت لنفسي: أبي أخذ اللي ينقذ عيالي من الجوع، ولا أخذ من الحضر اللي مالهم حلال لهم وحرام على غيرهم.

قال: فأتيت بيتًا من بيوت الشعر الكبيرة ورفعت طرفه من جهة الخلف وجعلت أتحسس ما فيه فوقعت يدي على كيس تمر فيه حوالي عشر وزان تمر، أو اثني عشر وزنة (والوزنة كيلو ونصف).

قال: فحملته ولكن صاحب البيت انتبه لي ولم يستطع أن يمسك بي فهربت به ولحقني ولم يكن معه سلاح إما أنه لا يملك سلاحًا أو ما أمداه يأخذه ويخاف إني أفوته، قال: ولما تعب جدًّا وقف، كنت تعبت لأني شايل أيضًا توفقت وبيننا مسافة غير طويلة.

فقال البدوي: يا شين وش حادك على هذا؟

قلت: والله يا ابن الحلال حدني الجوع والله إن لنا أيام إننا ما ذقنا الطعام اللي يسوي والتمر ما يوجد وأشد ما عليَّ بنت عندنا تصيح الليل والنهار تبي تمرة.