وهنا جاء الحديث عن ابن محسن فقد ذكر لنا أن لديه كتبًا وأنه منعزل لأنه كان قد سافر للأمصار مثل مكة والشام والعراق وحتى دلهي في الهند وحصل كتبًا منها، ولكن كيف الوصول إليه وقد اعتزل الناس وكُفَّ بصره في آخر عمره؟ فصار رهين المحبسين: العمى والبيت.
وشيء مهم آخر هو أنه ما من طلبة العلم الذين هم زملاؤنا وأشياخنا ذكر أنه اجتمع إليه أو حادثه، وذلك أنه من كبار المناصرين للشيخ ابن جاسر وللشيخ ابن عمرو المناهضين للمشايخ آل سليم في بعض المسائل العلمية، كما سبق في الكلام على أسرة (الجاسر) في حرف الجيم.
وبعد أن قتل الشيخ عبد الله بن عمرو صبرًا أي مواجهة وليس في معركة في عام ١٣٢٦ هـ كان وقع ذلك على الشيخ (ابن محسن) كبيرًا وأثره في نفسه عظيمًا لأن ابن عمرو بالنسبة إليه ليس مجرد شيخ وإنما هو أيضًا صهره فأخت ابن عمرو زوجة لابن محسن، وقد حدثني الثقة عن محمد بن الشيخ ابن محسن أن والده اعتزل الناس منذ أن قتل الشيخ ابن عمرو وصار لا يستقبل أحد، أو على حد تعبيره من البيت للمسجد.
وأنا لا أفهم ذلك لأن أئمة المساجد كلهم كانوا من تلاميذ آل سليم أو أتباعهم وعهدنا حتى بالمتشددين من أتباع الشيخ ابن جاسر أن يصلوا خلفهم، وربما كان فعل ابن محسن استثناء إلَّا أنه بعد أن كف بصره اعتزل الناس كلية وصار لا يخرج من بيته، وربما كان ذلك لسبب صحي.
والشيخ إبراهيم بن محسن التويجري مؤلف رأيت له رسالة مخطوطة تتعلق بالسفر والترحال، وكان قد كتمها أو كتمها غيره فلم أسمع بها حتى رأيتها، وهذا الموضوع موضوع السفر إلى بلاد المشركين، وهو أكبر الموضوعات التي يختلف فيها آل سليم وتلامذتهم مع الشيخ إبراهيم بن جاسر وأتباعه، فآل سليم والمشايخ