الذين معهم يرون حرمة السفر إلى بلاد المشركين، لأنها واقعة تحت حكم غير إسلامي، ولأن المنكرات وأهمها عبادة القبور بمعنى البناء على القبور وسؤال المقبورين فيها وطلب الشفاعة منهم سائدة هناك.
أما الآخرون فإنهم يرون أن تلك البلاد بلاد المسلمين، وأن الدولة التركية التي تحكمها هي دولة إسلامية بل هي دولة الخلافة لجميع المسلمين.
وللطرفين رسائل علمية في هذا الموضوع منها واحدة لبعض المشايخ آل سليم أو أحد تلامذتهم، وقد كتبت أكثرها بخطي وأكملها صديقي الأستاذ علي الحصين رحمه الله وذلك في عام ١٣٦٤ هـ - وهي عندي بعضها بخطي وبعضها بخطه.
وكأنما أراد الشيخ ابن محسن أن يرد بما كتبه عليها وأمثالها لذا رأيت أن أنقل فصولًا من الرسالتين خدمة للعلم، ولما أخذت به نفسي من عرض النشاط الفكري لأهل بريدة في هذا الكتاب إذا كان موضع خلاف أو نقاش.
ولكنني أقول بأن الرسائل، بل والأشعار والقصائد التي أنشأها المشايخ من أتباع آل سليم، الذين هم في الحقيقة أتباع آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيضًا هي تصرح بتحريم السفر إلى بلاد المشركين وتضلل من رأى حله، وبعضهم يصرح ب مهاجمة الذين يخالفون في هذا الأمر، ويؤكدون أن سبب ذلك هو تساهلهم في الدين، وممالاتهم لعلماء الأمصار الذين يسكتون على مثل البدع التي تؤتي عند أبنية القبور، وما يفعل عندها مما ينافي التوحيد الخالص.
واسم هذه الرسالة:(الرد الوافر، على تحريم وإثم من لم يهاجر) هكذا وقد كتبناها أنا وصديقي الأستاذ علي الحصين من دون أن يسترعي انتباهنا - آنذاك - أن معرفة المؤلف لا تقل إن لم تفق الحاجة إلى معرفة مضمون الكتاب، فلم يذكر اسم مؤلفها، ولم نكلف أنفسنا آنذاك عناء البحث عنه.
ولا شك أننا في ذلك التاريخ منتصف العقد السادس من القرن الرابع