للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهم العداوة والبغضاء ويجادلهم إن جادلوه ويبين لهم طريق الإسلام.

وهذه المسئلة رجع إليها الآن أكثر الإخوان (١)، ولم يبقى سوى من كابر وعاند واتبع هواه من أهل القرى والقليل من أهل المدن.

وإن أردت أن تستفيد ما هم عليه ابن جاسر وأصحابه وأن ما هم عليه ما هو مذكور في الكتاب والسنة، مثل قوله تعالى {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} الآية والآية التي بعدها وقوله تعالى {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقوله تعالى {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} إلى غير ذلك من الآيات لمن تدبر كلام رب العالمين.

وأما السنة قوله صلى الله عليه وسلم (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) وقال صلى الله عليه وسلم على قوله تعالى {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} أن يقبل عمل المسلم ولو عمل من رواء البحار إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث في الصحاح المسانيد والسنة وكتب الفقه والسيرة.

ومن تتبع الكتب المشار إليها وجد من ذلك شيء كثير وقد صنف إبراهيم المحمد المحسن التويجري (منحة العزيز الغفار) فيها نبذة من ذلك الذي لم يذكره أكثر من الذي ذكر.

ونرجع إلى المقصود: ورأى رجل في النوم كأن إبراهيم المحسن في عرفة فقال له أما أني خابرك كفيف البصر عاجز عن لزوم المركوب إن إبراهيم المحمد المحسن جاوبه بأن قال بلغت معكم في النية والرائي حال الرؤيا في منى قبل عرفة يوم التروية.


(١) يريد بالإخوان هنا وفي الكلمة التي قبلها بأسطر: طلبة العلم من أتباع المشايخ آل سليم.