للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وامرأة رأت كهيئة ما رأى هذا الرجل وبعد ذلك جاء رجل فقال له إني رأيت عجبًا رأيت كأن سور جدار تمثل لي في طريقي وأنا أسير متوجها في برية فنظرت في وسط السور فإذا نخل كهيئة السطح المسوي لم أرى نخلة تزيد على أختها في الطول ولا قدر أنملة ورأيت الماء يجري من بين تلك النخل ومررت بأناس جلوس حلقًا وقلت لهم لمن هذا النخل؟ فقالوا: لإبراهيم المحسن التويجري.

وحكا لنا رجل أنه رأى فيما يرى النائم كأن رجلًا من أهل العلم من إخوان إبراهيم المحسن أو أصحابه جلوس في المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بينهم وهم يقرعون عليه وهو يقر لهم قراءتهم أحسن تقرير فلما أن خلصت القراءة قام من عندهم وأشار إليهم أن اتبعوني وتبعوه ثم أن الرأي تيقظ من نومه متعجبًا فرحًا مسرورًا وكان الرائي ممن يسب أصحاب إبراهيم الجاسر ثم أنه بعد ما رأى الرؤيا جاء في اليقظة إلى بقيتهم واستحلهم عن الماضي وأظهر لهم صفوى المحبة التامة، وقال يا إخواني كيف حالكم مع الإخوان؟ وكيف تقولون في من اعتقد اعتقادهم؟ فقالوا له: إنما هم يعني إخوان عمر بن محمد بن سليم إخواننا بغوا علينا وإن الفروق التي بيننا وبينهم في تكفير المعين وأنهم يقولون فيه أولًا جائز ثم إنهم الآن رجعوا وأيضًا يقولون الجاهل الذي ما ظهر له عقيدة أهل السنة والجماعة أنه كافر معاند حلال الدم والمال، ونحن نقول في تلك المسئلة حتى يبين له أن ما هو عليه كفر وضلال ثم إذا كابر وعاند حل بذلك دمه وماله.

وأيضًا السفر نحن نقول إن كان المسافر يقدر على إظهار دينه ومعاداة من عادى الله ورسوله جاز له السفر إلى بلادهم والإقامة عندهم، ولكن إن دعى إلى دينه دين الإسلام فهو أولى وأحسن وإن لزم دينه وصلى وصام وجاهد وأقام شعائر الإسلام كفاه ذلك ولو لم يدعي (١)، ولكن يلقى الكفار بوجه عابس مكفهر، ويظهر


(١) أي لم يدعو إلى الله.