للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى بلاد الأفراح له أيضًا، والمحرر في الحديث للمقدسي، وعلم الأحكام، وعمدة الفقه للمقدسي والتوضيح لسليمان ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب (١)، وكتاب التوحيد لوالده كتبه للناس على نسخ وكتاب المناسك المسمى بالتحفة السليمان أيضًا، وكتاب تاريخ ابن غنام صاحب الأحساء، وكتاب الفوائد لابن القيم، وكتب سوى هذه كثيرًا من الرسائل ما لا يحصيه إلَّا الله تعالى (٢).

وكان يكتب الحروز والغراش (٣)، وكان في حال طلبه للعلم لم يكن يفوته وقت في الفريضة ولا راتب من تلك الرواتب وكل ساعات نهاره محصيها في شغل العلم حتى بلغ اجتهاده أنه لا يتمكن من أكل الطعام إلَّا في الليل وأحيانًا يترك الغداء خشية أن يفوته فائدة يسمعها من إخوانه من طلبة العلم عند المباحثة والمطالعة.

وكان المسجد لا يخلو في جميع النهار من الطلبة في عصره ويتناوبون وهو باق في المسجد إلى أن يفوته وقت الغداء وأما العشاء ففي الليل حال رجوعه من صلاة العشاء الآخرة إلى أهله في زمن الصيف وفي الليل له راتب مراجعة في الطلب.

وكان قليل ما يرى الرؤيا إلَّا أن يكون لا يخبرنا بها، وكان يرى له منامات كثيرة وهو في حال الحياة الدنيا منها أن رجلًا يقول رأيت كان سورًا محيطًا على نخل كثير ثم إني تسورت لأنظر فإذا الماء يجري من تحت تلك النخيل التي لا أرى لها طرفًا وذهبت ثانية لأمعن فيه النظر وإذا فيه من الأشجار ما لا يحصيه ويعلم كثرة أنواعه إلَّا الله تعالى، فقيل لي هذا لبراهيم المحمد المحسن التويجري.


(١) الصحيح أنه أخو الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وليس ابنه.
(٢) يريد الكاتب أنه كتب الكتب المذكورة بخطه قبل أن يطبعها الناشرون.
(٣) الغراش: جمع غرشة، وهي الآنية التي يشرب بها، تكون من الخزف على رقائق الحديد، والمراد بكتابتها كتابة آيات، وأوعية يملها، ثم يوضع عليها ماء ويشربه المريض.