وقوله: إلا إن كان ما عنده عقار يوفي عنه ودبش - مفهوم ذلك أن الأمير يعرف أن له عقارًا وعنده ديش أي حيوانات لها قيمة.
ثالثًا: قوله تراني أخدِّم عليه معناها أن يرسل إليه خادمًا من خدامه أي الأمير، وهم رجاله الأشداء الذين يجلبون الخصوم إلى القاضي أو إلى الأمير لتنفيذ الحكم وهم بمثابة الشرطة إلا أنهم أقوى عملًا، وتكون (خدمتهم) وهذا اصطلاح معناه ما ينبغي أن يدفع لهم من أتعاب على الرجل الذي يتبين أنه ليس له حق.
أما أمير البصر الذي كتب إليه أمير بريدة وهو عبد الله بن راشد (المحيميد) فقد ورد ذكر مداينات له لا ينبغي أن يسارع من لا علم له بظروف الحياة في تلك العصور إلى العجب منها واستنكارها، لأنها دليل على مكانة الرجل وكونه يملك نخلًا ومزارع يعرف التجار أنه سوف يوفيهم مالهم لديه منها، مما يفضل عن مؤونته ومؤونة أهله.
وأولى الوثائق مؤرخة في عام ١٢٤٩ هـ ومضمونها كتابة دين لعمر بن سليم على عبد الله الراشد راع البصر أي صاحب البصر هو ثمانمائة وزنة تمر نزيد خمس وزان عوض أحد عشر ريالًا ونصف وأثناه عمر الخيار إلى عيد رمضان إن جاب الدراهم سقط المكتب فإن زل الأجل ما أعطى عمر الدراهم فالمكتب صاحٍّ.
وهذا عجيب من معاملة التجار إذ اعتبر عمر أن الدراهم قرض حسن إن أعادها عبد الله الراشد في موعد أقصاه عيد رمضان وإن لم يعدها في التاريخ المذكور فالمكتب أي الذي فيه عقد المداينة صاحّ بتشديد الحاء أي صحيح يجب الوفاء به، وهذا توسيع وتيسير من التاجر على الفلاح.
ويحل أجل التمر إذا لم يدفع الدراهم نقدًا في جمادى الثانية من سنة خمسين بعد المائتين والألف.