ولما جاء ابن رشيد والقوم معه وجدوا ما ظنوه مستحيلًا وهو العشاء بلحمه وأرزه جاهزًا.
إن هذه القصة من قصص التحدي قد دخلت في الأدب الشعبي، ولكنها حديثة العهد، بحيث لا يظن أن فيها مبالغة، لأن المبالغة التي قد يدخلها الرواة عليها إذا كانت حديثة تكتشف، فلا تستساغ عند العامة، ولكن الأدب الشعبي أو لنقل: المأثورات الشعبية حافلة بقصص التحدي وبنجاح الذي يقبل التحدي، إذ يأتي بأشياء خارقة للعادة في نجاحه.
من ذلك قصة مشابهة لأميرة تزوجها أمير من أمراء نجد القدماء في عهود الإمارات، أي قبل الحكم السعودي الشامل، فهي طريفة طويلة ذكرتها مفصلة في كتاب:(مأثورات شعبية) الذي نشرته الجمعية السعودية للثقافة والفنون قبل عدة سنوات.
ومما جاء في تلك القصة أن زوجها الأمير أراد أن يقيم عليها حجة يطلقها بها، أو حتى يضع بها من قدرها، فلما توسط البرية الخالية من القرى ومن السكان طلب منها أن تصنع عشاءه ومن معه من الجريش، وإلا فإنه سوف يطلقها إذا لم تفعل ذلك.
قالوا: وكانت الزوجة وأمها قد احتاطوا فأخذت أمها كل شيء يمكن أن يخطر على بال الأمير، ومن ذلك مقدار كافٍ من الجريش، فصنعت لهم عشاءهم من الجريش الذي طلبه زوجها الأمير.