ومن أسرة التميمي هذه: امرأة اسمها (صنعا) على لفظ صنعا عاصمة اليمن يصح أن تسمى (زرقاء القصيم) لأنها كانت ترى على البعد إلى مسافات خارقة للعادة، إذ كان يبلغ مدى بصرها أكثر من خمسين كيلًا، وهذا أمر مؤكد معروف للجميع، وكان أهل بريدة إذا توقعوا غزوًا أو جيشًا مغيرًا قالوا لها: انظري يا صنعا فتخبرهم بما تراه.
ومن الشواهد على ذلك أنهم كانوا يتوقعون مرة أن يأتي الأعداء من جهة الجنوب الشرقي، فطلبوا منها أن تصعد المرقب وتنظر إلى تلك الجهة فنظرت ثم قالت لهم: أرى في نفود صعافيق إلى الجنوب الغربي من الشماسية ركبًا لا أستطيع أن أتبين أمرهم من البعد، ولكن لمع معهم شيء إما أن يكون سيفًا سله أحدهم أو تكون قربة انحل وكاءها وانتثر ماؤها فجأة.
فحفظوا ذلك، ثم لما قدم الركب سألوهم فقالوا: إنه كان في ذلك اليوم على جمل لهم قوي قرب فاقترب من شجرة كبيرة من الغضا أو الارطى لا أحفظ ذلك فشق غصنٌ يابس فيها القربة فاندفع منها الماء.
ولها قصص غريبة في هذا الموضوع إذا سمعها المرء تيقن أن لقصة زرقاء اليمامة التي كانت ترى الشيء لمسافة ثلاثة أيام أصلًا صحيحًا وإن كان المعتقد أن الرواة قد بالغوا فيها.
وقد أدركت الناس قرب منزلنا في شمالي بريدة يقولون نتوضأ من (حسو) صنعاء وذلك أنها كان لها بيت صغير يعرف أنه وقف ملحق به بئر مفتوحة للناس وقفًا على من يريد الماء.
وتقع بجانب باب السور الشمالي الذي كان قد بني في عام ١٣٢٢ هـ، وذهب أثره الآن ودخل الباب نفسه مع ما حوله في شارع الصناعة الذي شق في بريدة عام ١٣٨٤ هـ.