للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.

وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته).

ولا يخفى ما حل بالمسلمين اليوم من الأمراض الفتاكة العظيمة، التي لم تكن في أسلافهم، ومن دخل المستشفيات، ورأى ما فيها من المرضى والمصابين بالأمراض المتنوعة التي يعسر علاجها، وبعضها ليس له علاج، عرف ذلك، وكفى به واعظا لمن وفقه الله، وما أصيبوا به من نقص الحبوب والثمار، وغور المياه، وشدة المؤنة، وغير ذلك مما يخوف الله به عباده، ويعظمه لعله ينجع بهم، فيتعظون وينيبون وينزجرون عن المخالفات، ويرجعون إلى طاعة الله، فإن هم فعلوا ذلك تاب الله عليهم، ورفع عنهم النقم، وأدر عليهم الأرزاق والنعم، وزادهم من واسع فضله الذي لا يدخل تحت حد ولا انحصار، وإن لم يتعظوا ولم ينجع بهم ذلك، فإن الله للعصاة بالمرصاد، ويخشى علينا من مفاجئة العذاب، وزوال النعم، قال الله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

فعلينا جميعا أن نقوم بهذا الواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله على ضوء قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

فإن كل فرد منا مطالب بالقيام بهذا الواجب، فيجب عليه امتثال أمر الله، والقيام بحسب قدرته، واستطاعته، وعليه أن يبدأ بنفسه وأهل بيته، فيحرص على نصحهم، وتعليمهم وتوجيههم التوجيه السليم، وغرس الفضيلة في قلوبهم، وإبعادهم عن الرذائل، وسفاسف الأخلاق، ومنع آلات اللهو من دخول بيته المفسدة لقلوبهم، وأخلاقهم وعقائدهم، فهي عون للشيطان على إضلالهم،