في عامي ١٣٥٥ هـ و ١٣٥٦ هـ، وهم الشيخ إبراهيم هذا وسميه وابن عمه إبراهيم بن عبد العزيز المديفر، وابن عمهم صالح بن محمد المديفر.
وبعد مرحلة الطفولة ثم الصبا غاب عني الآخران غيبة حقيقية لأنهما كانا يذهبان مع عقيل في تجارة الإبل وكانا يعودان من السفر عودة مؤقتة لا يعرفهما من كان يعرفهما من قبل، لأن الشمس والسفر الطويل على الإبل آنذاك كان يؤثر في لون المسافر ويكسبه سمرة غير أصيلة، إلى أن تركتهما تلك التجارة وتركاها.
وعهدت إبراهيم بن عبد العزيز المديفر بعد ذلك شاعرًا باللغة العامية، ولم يقتصر على ذلك وإنما كان يعتني بالأدب الشعبي من شعر ونحوه يسجله، ويحفظه حتى صار مرجعًا في هذا الشأن.
أما زميلي المؤلف الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر فقد انصرف إلى طلب العلم في حلق الذكر على المشايخ وإن كان لا يعدم سفرًا إلى بعض الأمصار، فوالده عبد الله بن صالح المديفر كان من كبار عقيل ثم صار من كبار الفلاحين في الصباخ جنوب بريدة، الذي كان موطن الأسرة في القديم حتى قبل أن يتسموا بالمديفر، وإنما كان اسمهم قبل ذلك (الدوخي).
الكتاب الأول: ديوانه: (لفح الهجير): .
كان الشيخ إبراهيم بن عبد الله المديفر محبًا للمعرفة قريبًا من المشايخ وطلب العلم سواء بالدراسة عليهم في حلق الذكر، أو بالبحث العلمي وتطلاب الفائدة.
وكثر تعلقه بالشعر الفصيح فاطلعت له على قصائد قليلة ظننتها كل ما له من شعر إن كان ضنينًا بشعره لا يطلع عليه أحدًا.
ومن المعروف أنه من أولى لوازم نظم الشعر الفصيح معرفة النحو فضلا عن معرفة علم العروض، أو وجود سليقة وهي الجبلَّة والاستعداد لمعرفة المكسور من السليم من الأبيات الشعرية.