للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما النحو فإن الشيخ إبراهيم درسه على المشايخ ومن أهم مشايخه فيه الشيخ إبراهيم بن عبيد صاحب التاريخ، وأما السليقة فإنه يتمتع بحس شعري رقيق.

لذلك فوجئت عندما اطلعت على آخر ما صدر له وهو ديوانه: (لفح الهجير) أحد الكتابين اللذين كرم فأهداهما إليَّ، وليس من وجود الشعر فيه له فأنا أعرفه بذلك وإنما من هذا المقدار من الشعر الذي ألف ديوانًا طرق فيه فنونًا عديدة من الفنون الشعرية:

لقد بلغت صفحت الديوان (٢٠٣) صفحات ونشرته دار المسلم - بضم الميم وإسكان السين - التي مقرها الرياض.

وقد افتتح الديوان بقصيدة همزية نظمها الشاعر على هيئة محاورة بينه وبين ابنته بلغت أبياتها ستين بيتًا: (ص ٩ - ص ١٠) وهذه مقاطع منها:

أحبيبتي، شمس المعارف مدها ... متجدد إذ لن تغيب ذكاء (١)

نيل الشهادة قمة تعنو لها ... ذات الحصافة لو لها أبناء

وتدفق الينبوع يثري فكرها ... ما لم يكن في عزمها استرخاء

ومراحل الأعمار في أفيائها ... سعة يتاح لنا بها استقصاء

أبتي، سويعات الشباب غنيمة ... وغدًا تلفُّ حياتي الأعباء

لو أكملن لرحلتي في وقتها ... فلربما نزع الخيام هواء

من لم تكن بسلاح علم أنجدت ... خلف الصفوف وقوفها ضراء

وإذا تواكب علمها مع عقلها ... كمل التفاهم واستقام بناء

أبُنيتي، ما خلت خُطَّابًا رضوا ... بالانتظام فكلهم عجلاء

ولربة العقدين ذات تألق ... وطريقها يسمو له النجباء

ما العمر إلا كالبناء جديده ... يرتاده الزوار والنزلاء


(١) ذكاء: اسم من أسماء الشمس.