للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه هي الأخت المشرفة، جزاها الله خيرًا (١).

ومن أخبار المديفر: قال الأستاذ ناصر العمري:

خرج الشاب عبد الله الصالح المديفر من بريدة أيام الحرب العالمية الأولى، ومعه إبل تحمل بضاعة يريد بيعها في المدينة المنورة حيث كانت البضائع تصدر من بريدة إلى الحجاز إبان الحرب بين الشريف حسين بن علي والأتراك، وقبل أن يخرج عبد الله الصالح المديفر من أرض القصيم لحق به ثلاثة رجال مسلحين وطلبوا منه العودة معهم بحجة أنهم من رجال الإمارة وأن السفر بالبضاعة للحجاز ممنوع، فلم يعرفهم ولم يصدقهم واعتبرهم لصوصًا وطلب منهم الابتعاد عنه وعن ماله وإلَّا قتلهم وكان مسلحا ويجيد الرماية فلم ينتهوا عن ملاحقته فهاجمهم بالبندق يضربهم في عقبها ولم يطلق عليهم الرصاص وحذرهم وطلب منهم الكف عنه والبعد عنه وإلَّا قتلهم وأدرك الرجال أن أمامهم رجلًا شجاعا قويا، وكان الرجل الشاب ضخم الجسم طويل القامة أسمر اللون بالكف عنه وإلَّا إن مصيرهم القتل، ورجعوا عنه ولكنهم وشوا به إلى الإمارة والرجل عاد واختفى ولم يواصل رحلته خوفًا من أن يلحق به من يطلبه.

وبعد أيام واصل رحلته وباع بضاعته ورجع إلى بريدة وقابل أميرها فهد بن معمر واعتذر إليه عما وقع بأنه لا يعرف رجال الإمارة وظنهم قطاع طريق، وقد قبل فهد بن معمر عذره، وفهد بن معمر أحد الرجال الذين خرجوا مع الإمام عبد العزيز آل سعود من الكويت وهو رجل شجاع كثير الغارات على أطراف حائل فرصد له أهل حائل وقتلوه (٢).


(١) من أفواه الرواة، ص ١٨٧ - ١٧٩.
(٢) ملامح عربية، ص ٢٩٦.