"كانت (هدى المديفر) في مقتبل العمر شابة مسلمة متمسكة بإسلامها، يلاحظ ذلك من شاهدها لأول وهلة، فحجابها الإسلامي الملتزم هو عنوانها، و (هدي المديفر) ذات الاثنين والعشرين ربيعا طالبة في السنة الرابعة - دراسات إسلامية - بكلية التربية بالرياض، ورغم مشاكل الدراسة وتحصيل العلم إلَّا أن ذلك لم يمنعها من القيام بحق العلم والنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله في كل مجال، بين أهلها وأقاربها وزميلاتها الطالبات اللواتي تكتفي بهن، فكانت تستغل كل فرصة سانحة لتدعو إلى الله وإلى الإسلام.
وهي أيضًا بنفس الوقت تطلب العلم وتغرف من نبع الإسلام الصافي المتدفق، وكانت قدوتها في سلوكها ودعوتها نساء النبي أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة اللواتي وعين الإسلام والتزمن بتطبيق أحكامه.
وانطلقت في مجال الدعوة الرحب، فشاركت في حلقات الطالبات التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، فكانت تشارك بالمحاضرات والتوجيه والنصيحة للطالبات الملتحقات بالحلقات.
جاءت إلى القصيم خلال عطلة الصيف، ودعيت للمشاركة في الدورة المقامة من قبل الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ببريدة للنساء والطالبات والمعلمات فسارعت لتلبية الدعوة والمشاركة في إلقاء المحاضرات في الدورة وكانت تود أن تعطي الدارسات أكبر قدر ممكن من العلم وأن ترتفع بهن إلى أعلى مستوى، حتى إنها كانت تستغل وقت الفسحة بين الدروس لتكمل ما بدأت أو لتوجه إلى شيء جديد، أو لتدل على كتاب مفيد، وكانت تنتقل بالطالبات في رياض المعرفة والدين من فقه وعبادات وعقيدة وحديث وأدب وقرآن، ولكنها عادت للرياض لانتهاء زيارتها، وودعتنا على أمل زيارة أخرى قريبة، وفي طريق عودتها إلى القصيم مرة أخرى أصابها الحادث المفجع".