للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في صباح يوم الأحد ٢٢/ ١٢/ ١٤٠٧ هـ خيم حزن صامت علي منتسبات الدورة المقامة من قبل جماعة تحفيظ القرآن الكريم ببريدة للنساء والطالبات والمعلمات، حين أخذ الجميع معلمات ومتعلمات يتلقين العزاء بوفاة المحاضرة بالدورة الأخت هدى المديفر رحمه الله، التي وافاها أجلها في حادث سيارة أليم على طريق الرياض - القصيم، لقد تحمست أن أكتب سطورًا عن هذه الفتاة المؤمنة والأخت في الله التي لم أسمع عنها إلا مؤخرًا حين التحق بعض معارفي في هذه الدورة النافعة المؤثرة التي هيأت لها إدارة جماعة تحفيظ القرآن الكريم ببريدة مشرفة ومعلمات مختارات بعناية.

لقد أدركت (هدى) وهي المتعلمة والمعلمة - حقيقة رسالتها في الحياة فمضت تمارس التعليم والتوجيه والدعوة في محيط مجتمعها، وبإيمانها أدركت أن هذه الحياة قصيرة، وأن العمر رصيد ينقص كل يوم فتجنبت التسويف لعلمها أن الموت يأتي بغتة.

لقد أدركت رغم عمرها القصير حقيقة دور المعلمة في نفسية الطالبة، إذ هي ليست تلك المرسلة التي تحشو أذهان الطالبات بمعلومات متنوعة ثم تطرح في نهاية العام أسئلة محددة تتأكد فيها من بقاء تلك المعلومات في ذاكرة التلميذات.

فترى أثر ذلك في حياتهن، حين يُقِمْن مع الوالدين والأقارب ثم مع الزوج والأبناء ثم مع المجتمع والأمة حقيقة عظمة قيم القرآن التي يدعو إليها لترسيخ حياة سعيدة ناجحة فيها ربح الدارين، فرحمها الله رحمة واسعة، وأجزل لها المثوبة كفاء ما قدمت من نصح وما أسدت من توجيه وأسكنها فسيح جناته.

ولاستكمال المعلومات عنها، طلبت من إحدى قريباتي الملتحقات بالدورة أن تقابل المشرفة على الدورة وتستكتبها حديثًا عن هذه الأخت، فتفضلت الأخت المشرفة بالكلمة التالية: