أن جدي كان يخرج بالبضائع من العراق فيبيعها على قبائل رؤساؤها من أصدقائه، وبخاصة من شمر، وقد انتقلت صداقته بهم إلى أبي وأدركت ذلك عندما كانوا يفدون إلى أبي في بريدة ويبقون في بيتنا ضيوفا لأيام عديدة.
وتفصيل ذلك ما أنا بصدده من تأليف كتاب عن قصة حياتي أتكلم فيه بما أعرفه عن حياة قدماء الأسرة.
ونعود إلى ذكر (مديهش) فنقول: من باب التنادر الذي لا يخلو من صحة: إنه أولى به أن يسمى (مدهش بالتكبير) وليس مديهش بالتصغير فهو مدهش حقًّا، ولولا خوف الإطالة لأوردت كل ما وقفت عليه من شأنه وهو كثير ولكني أردت الاختصار مع ما يعرفني به القراء من توسع وتبسط قد يصل أحيانًا إلى ما يعتبرونه ثرثرة، وهو ليس كذلك لأن الثرثرة هي الإكثار من الكلام غير المنتظم وإعادته وتكراره، وما أظن أن كلامي كذلك، ولكنه الحرص على تسجيل كل أو جل ما يبلغني عن جماعتنا أهل بريدة.
أول ما يسترعي انتباهنا من تعاملات (مديهش بن محمد) المالية هو ما سجل في التعاملات من وثائق وهي قليلة بالنسبة إلى التعاملات الأخرى التي كانت تعتمد على التسويد، وكتابة الدين كتابة مختصرة.
ومن ذلك هذه الوثيقة التي ذكرت أن (عبد الله بن حسين العدساني) قد استدان مبلغًا من المال من (مديهش ولد محمد) أي ابن محمد ستمائة قرش عين أي نقدًا معدنيًا صافيًا وغالبًا ما يكون العين عندهم من الفضة، وقد يكون من الذهب لأنه وصف للنقد، وليس اسمًا له.
وفيها ذكرت (الوعدة) كما جاءت في عشرات من وثائقه، وهذه لهجة عراقية، بمعنى موعد حلول الدين، وذكرت هذه الوثيقة أن موعد حلول هذا الدين هو طلوع جماد التالي، وهو جمادى الثانية وتاريخ كتابة الوثيقة هو يوم