قصة فلاح مع ابنه حمد عن أبو ذياب المزيرعي رحمه الله.
ذكر أن فلاحًا له ولد عمره عشرون عامًا تقريبًا، وكان والده يعامله معاملة سيئة، ولا يعرف تأديبه من صغر إلا بالضرب بالعصا.
وكان الابن ليس مرتاحًا من جانب والده، ويفكر ماذا يعمل، ليس لديه حيلة إلا الهروب عنه إلى بلاد بعيدة حتى يسلم من الضرب والخجل من الأهل والجيران، وكان الابن يعمل في جميع النهار وبعض أطراف الليل، ويتعب تعبًا ليس وراءه تعب.
وفي مرة مر عليهم بعد العصر جراد والابن بعيد عن والده في عمل ما ينقضي إلا بعد صلاة العشاء الآخرة، وهذا العمل الذي يعمل الابن شاق جدًّا ولما حضر الابن قال له والده يا حمد قم خذ الجمل والأكياس والحق الجراد لعلك تدركه قبل الصباح وحدد له مكان الجراد، ولكن حمد تعبان ووده أنه ينام لو قليلًا، فقال لوالدته ودي أنام لي ساعتين وأيقظيني الحق الجراد.
وبعد ما نام قليل خرج والده وإذا الجمل والأكياس عند الباب، وحمد نائم فما كان منه إلا أن أخذ العصا وهجم على ابنه المسكين وضربه ضربًا شديدًا حتى أُغمي عليه وأخرجه من البيت يجره جرًا عنيفًا وأمه وأخواته لا يقدرون أن يكلموه أبدًا وأركبه على الجمل وهو يتلوى من الألم وذهب إلى محل الجراد وإذا هو كثير وحمل الجمل، ولكن لم يرجع إلى والده بل ذهب إلى بلد بعيد عن والده، ولم يصل إلى هذا البلد إلا بعد يومين وباع الجراد بأغلى ثمن واشترى فيه تمرًا وشاله علي الجمل ونحر العراق، وباع الجمل وذهب إلى الفلاحين وأجر نفسه الشهر في سبعين ريال وسمى نفسه أنه جراد حتى لا يعرفه أحد.
وقام في بلد العراق خمسة عشر عاما، وفي أثناء هذه الأعوام زاول التجارة وحصل على أموال طائلة ولم يعلم عنه أبوه ولا أحد من أهل بلاده.