وكانت أسرة المزيني موجودة في أكثر بلدان القصيم وما حوله.
ومن ذلك ضرية فكان فيها ... المزيني الذي ذكره الشيخ ابن بليهد في صحيح الأخبار.
وذكره ربيح وذكر ابنته (نورة) في شعره الذي خاطب فيه محمد بن عبد الله بن رشيد حاكم نجد في وقته.
ومنهم سليمان بن إبراهيم بن صالح المزيني شاعر من أهل القصيعة ويحفظ أشعارًا عامية كثيرة، وينظم الشعر الفصيح وقد أكثر من ذلك، وشعره من أشعار طلبة العلم التي ينصحون بها العامة، ويأسفون فيها على ما يرونه من خروج بعضهم عن العادات والسنن الدينية والدنيوية التي اعتادوا عليها، وسأورد نماذج من شعره لأنها تدل على ذلك.
أبيات في المسكرات والمخدرات قالها سليمان بن إبراهيم المزيني من أهل القصيعة:
تبارك من أعطى العباد بفضله ... عقولًا فهم فيها حظوظًا تقسّم
وأشرف هبات الله للمرء عقله ... فلا عاقل في الناس إلَّا يكرّم
يميّز بين الطّيبات وضدّها ... ويعلم ما الباري عليه يحرّم
متى ما استقام العقل فالخير حاصل ... وكل أمور الدين منه تُقَسَّم
فكيف بمن يجني على عقل نفسه ... فيوهنه بالمسكرات ويُؤْلِم
فتبًا له هل باع بالرّخص نفسه ... فينقض في عالي بناها ويهدم
تعامى عن التحريم أو هو جاهل ... وأما الهوى فعنده المتقدم
حرام علينا كل سُكْر ومفترٍّ ... بنصّ كتاب الله والله أحكم
وما حُرِّمَت إلَّا لأجل فسادها ... وإفسادها في الجسم والعقل فاعلموا