فيا مولعًا بالمسكرات ومثلها ... مخدرة الأعصاب والقلب مغرم
خسرت حياة العزّ والمجد والعلا ... إلا إنهاغي ونكْرُ ومأثم
تعال معي وانظر رفاقك ما الذي ... يعانون من بؤس لعلك تندم
فكم في حبال الأسر منهم مكتف ... يساق إلى سجن مهان ويلطم
وكم نكبة ساقوا بها الموت عاجلًا ... لأنفسهم والمال فيها يحطَّم
وكم ازهقوا فيها نفوسًا بريئة ... فاتقلهم من ذاك إثم ومغرم
أما بعضهم قد كان كلَّا وعيلة ... على غيره أمسى يعال ويطعم؟
وزوجته كم تشتكي سو فعله ... وتبغى خلاصًا أو تفر فتنَعمُ
يهدّدها في كل سوء ببيتها ... ويفزعها والليل داج ومظلم
له سوء أخلاق وسوء تصرف ... وفي كل أمر تافه يَتَبَرَّمُ
وأيضًا فإن الخوف لازم قلبه ... فلا أمن للعاصي عليه مُحَرَّمُ
فحالتهم يرثي لها كل عاقل ... وأفعالهم منها القلوب تألم
* * * *
فهذا أخي بعض لظاهر أمرهم ... وما اعتقد يرضى بذلك مسلم
أيرضى بهذا الحال شخص لغيره ... يكون لها ضدًا يهين ويظلم
فكيف بمن يرضى بذاك لنفسه ... فأفكاره حول الرَّذائل حُوَّم
قد انعكست منه المفاهيم كلها ... ويصلح منها فاسدًا ويُقوّم
وواجبه يسعى إلى عز نفسه ... يرى من بعزّ التنفس عن ذا توسّموا
فيا ليته يلقي على الغير نظرة ... صبورًا على نيل الفضائل يقدم
ومن جد في نيل المكارم والعلا ... وأهل الثنا والمدح ما كان منهم
يرى أنه في الناس نال مَذمّة ... من الرشد يرجع للرّشّاد ويَسْلمُ
عسى وعسى إن كان فيه بَقيَّة ... له الحمد يبلى من يشاء ويعصم
ويا ذا المعافي كن لربك شاكرًا ... فإن سقيم الحال يعدي ويسقم