أبيات في التحذير عن الإسبال في اللباس قالها سليمان بن إبراهيم المزيني:
أيا مُسبل الأثواب هل أنت سامع ... لقول نصوح في قبولك طامع؟
ويا من يعادي نص سنّة أحمد ... ويرجوه يوم الحشر إذ هو شافع
هديت أعَبْدٌ أنت للنّفس والهوى ... فامرك لا الله بل لك راجع
فتفعل ما تهوى بنفسك دونما ... ترى الحلّ والتّحريم عَلَّ تراجع
أخي أنت عبد الله طوعًا لأمره ... تدين بما ربّ البرية شارع
فهذا كلام الله مع قول أحمد ... طريق إلى العليا منير وساطع
فحدَّ نبيُّ الله طولَ لباسنا ... إلى مبلغ الكعبين للحسن جامع
وأسفل من هذا فسَمَّاه مسبلًا ... وأوعده بالنار هل أنت قانع؟
أخي هل ترى الإسبال فيه رجولة ... وإلَّا لأفعال النّسَا أنت تابع
وإلَّا تُجرُّ الثوب كبرًا ومعجبًا ... بنفسك والإعجاب للشر جامع
أتُرضِي الهوى والنفس والله ساخط ... عليك فهذا منك والله واقع
وحالك في الإسبال حال مشقة ... كأنك في قيد عن المشي مانع
تعثر بالأثواب حين تجرّها ... وتمسكها حينًا لها أنت رافع
فلو أن شرع الله أوجب جرها ... عليك لقلت الأمر في ذاك واسع
أفصّلُ أثوابًا عليَّ ثمينة ... وأسحبها في الأرض ما ذاك واقع
ولكنما الشيطان حَسَّن فعلها ... بعينك حتى للمعاصي تواقع
فتب يا أخي قبل الممات فرُبَّما ... خرجت ولا تدري متى أنت راجع
وَصَلّوا على الهادي لكل فضيلة ... نبيّ الهدى يوم القيامة شافع
ولجد المزيني أهل القصيعة قصة مشهورة عندهم وهو أنه كان يعول أيتامًا مع أولاده، على ما كان في وقته من الفقر والحاجة، فجاء ليلة من صلاة المغرب، وبدأ ما كتب الله له من النافلة في البيت، وقد وضع أهله عشاءه عند مصلاه على عادتهم، حتى إذا انتهى من صلاته تناوله، فجاء الأيتام وكشفوا غطاء العشاء ليأكلوه وهو في صلاته فنهرهم أحد أبنائه وقال لهم: انتظروا