فيؤخذ من الزرنيخ الذي هو سام بخرقة تغمس فيه ثم يوضع ما علق بها على الجرب في جسم البعير فيشفى البعير ويذهب الجرب.
حدثني والدي رحمه الله قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مسفر بعد أن أثرى وكثر ماله، وكبر جاهه عند الناس يذكر نعمة الله عليه، قال:
جئت مع والدي وإخوتي إلى بريدة وأنا صغير لا أحسن ما يحسنونه من العمل، ومع ذلك صرت أساعدهم في طلاء الإبل الجربي، فعلق الجرب بالأماكن الرقيقة من يدي التي كنت أحمل بها المثملة، فقال والدي: يا ولدي يا محمد أنت صغير، شف وش حنا نسوي وسو مثلنا إذا أخذت (المثملة) وهي خرقة مشربة بالزرنيخ فلا تجعلها فوق يدك ولكن ضع يدك فوقها، لأنك إذا لم تفعل ذلك تسرب الزرنيخ إلى ما بين أصابعك فيعديك جَرَب البعير.
قال: ففعلت ذلك.
قال: وبعد ذلك أغنانا الله عن هذا العمل أنا وإخواني ورزقنا من المال والتجارة ما لم نكن نحلم به.
لقد رزق محمد المسفر ليس المال وحده، بل المال ومعه الجاه والمنزلة الرفيعة حتى كان يقرض الملك عبد العزيز آل سعود في أول نشأة حكمه.
فكان الملك عبد العزيز يقترض منه بتحويل الناس عليه، ثم يدفع إليه ما يجتمع عنده له، أي لابن مسفر، وسبق في قصة مدح الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين أن الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حَوَّله على محمد بن مسفر بالجائزة التي أمر بها له.
ولمحمد بن عبد الله المسفر مكارم أخلاق شبيهة بما كان يحكى في التاريخ عن الكرام القدماء.