ثم ارتحل وقصد جهة الأسياح شرقي القصيم، وكانت ذاك الوقت بور لم تعمر وفي طريقه إليها مر على موضع الطرفية فوجدها أرضا خصبة ذات فلاة واسعة وواديها يجري ماء ولكنها مملوكة ملك خاصًّا فتركها ومضى حتى أتي موضع الأسياح فنزل فيه وصلح للمواشي ولكن حصانه لم يصلح له الوطن، فقد حصل فيه تغير في باطنيه، فلم يرغب استيطانها بسبب ذلك، فاختار أن يشتري الطرفية من أهلها فباعوها عليه بصاعين من النقود (صاع من الذهب - وصاع من الفضة)، فسلمهم القيمة وذهب ليرتحل بأهله إليها، فلما أتي وإذا أهل الطرفية قد انتقضت نيتهم ونكلوا عن البيع وأبوا تسليمه إياها.
وحيث كانت له رغبة قوية فيها، لم يوافقهم على فسخ البيع وحصل بينه وبينهم نزاع، ثم ذهب إلى أهل القرعا حيث كانوا من قبيلة عنزة، فأخبرهم ونخاهم وطلب منهم مساعدته على خصمائه، فركبوا الخيل والجيش وذهبوا معه وأخرجوهم منها بالقوة، فنزل بها التويجري فرجعوا، وسماها الطرفية بدل طرفيته التي انتقل منه (بالسر).
وفي كل هذه الأحوال وأخوه محمد معه تابع له فيها، وحين استوطن واستقر بها المكان.
وقد كان لهم بقية مخلفات في جهة العراق أرسل أخاه محمدًا ليأتي بها وأرسل معه رجالا خويا له من أحاد العرب كخادم له ومساعد، ولكن هذا السفر صار سبب هلاكه، فإما أنهما قتلا هو وصاحبه بسبب المال: وإما أن صاحبه قتله هو وهرب بالمال.
الحاصل أن محمد لم يرجع من سفره هذا.
وحين هلك محمد لم يخلف إلا ابنا واحدًا اسمه عثمان.
ولما تحقق عبد الله موت أخيه محمد خصص نصيب عثمان بن أخيه محمد من الطرفية، فأعطاه الشعيب في وسطها الغربي ممتدًا من الغرب إلى