للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أبونا عبد الله الراجح راح إلى العراق، واستعطى من الدولة خدان من الأرض ولم يكن هناك مياه دجلة أول أمره أنه راح من بين أهله وقال لهم إني ما أرد عليكم إلا بعد ما أحصل حمل ذهب فحقق الله ظنه فأعطاه الله قيمة هذه الخدان (١) المذكورة في أصله

وهي أن أبونا عبد الله الراجح راح إلى العراق واستعطى من الدولة خدان من الأرض ولم يكن هناك مياه سوى دجلة، ولا يعلو مائها على تلك الأرض، فأخذ يضرب حبسًا ليجري الماء على أرضه ففعل فجرى الماء في تلك الخدان ومساحتها فيما زعموا سبعة آلاف ميل في أربعة آلاف ميل والميل المربع ١٧٦ متر، والمتر ذراعين الحاصل أن أهل العراق لما رأوا فعله خافوا منه على أنفسهم أن يمتلك بلادهم ويقدم عند الدولة عليهم فقالوا له بع علينا أرضك نشتريها بما تريد فقال اشتروا مني خوفًا منهم أن يقتلوه ... الغريب ذليل، فلما اشتروا منه وجاء إلى نجد طب الطرفية فوجد فيها الأحياء مستضعفين فاشترى منهم الطرفية في صاع مشبوش بين نيره واريال ثم أخذ في عمار الطرفية فضرب المحبس بين الطرفية والصبخة وغرس وذهب معه الطرفية حتى قيل أن عنده مرقب فيه سبع طبقات على ظهر غار الطلق، وضاع في سنة من السنين حاشي في النخيل والذرة والشوامي والملاسي (٢) وأشجار الفواكه من الخفحان (٣) والتين والعنب والرمان والمشمش وغير ذلك من أنواع الفواكه التي في العراق متسبب لها في الطرفية وإذا صعد المرقب شاف الحاشي وإذا نزل وأخذ يلتمسه فلم يجده فكرر ذلك مرارا وكل ما رقى على المرقب وأشرف شافه فزهت في عينه تلك البساتين والأشجار فقال والله لو ركب الفقر أحصان ما أمكن.


(١) الخذان: جمع خدّ وهو وجه الأرض.
(٢) الشوامي: جمع شامية وهي نوع جيد من الدخن، والملاسي: جمع مليسا من الدخن أيضًا.
(٣) كذا فيه، والمراد الخيخان وهو الخوخ.