نشاطًا ضعيفًا وصار يطلب الماء ونحن نعطيه قطرات من الماء ونرش وجهه ورأسه بالماء خوفًا عليه من الموت لو أسقيناه الماء دفعة واحدة.
وقد فتن علينا يريد الماء بالقوة ونحن نسترضيه ونعده بالماء تدريجيًا، وقد قمنا بإبعاد إصبع بندقه خوفًا منه لئلا يفتك بنا طلبًا للماء، وبعد أن استراح أسقيناه الماء ثم نقلناه إلى السيارة وسألناه أين يريد؟ قال أريد تربة ولكنني عجزت عن الوصول إليها، وقد أرويناه بالماء وأطعمناه وأوصلناه إلى العاذريات وتركناه هناك عند جماعة من البادية وهو شمري ورفيقي في الطريق هو الآخر شمري، وقد أيقنت أن ضياعي في الطريق وتركي الطريق المتجه إلى بريدة وسيري في الطريق المتجه إلى حائل كان بقضاء الله وقدره لإنقاذ هذا الرجل الضائع الظمآن، والموت والحياة بيد الله آمنا بالله (١).
ومن طرائف عبد الله المشاري مع الشاعر درعان الطويان أنهما كانا في بيت في مكة فتحيل درعان بأن أحضر أنبوبًا ضيقًا وضعه عند أذن ابن مشاري، وقال فيه بصوت غريب، يا ابن مشاري تراك تبي تموت عقب شهر، لكن رح لأهلك في بريدة تموت عندهم. قالوا: فصدق ابن مشاري بذلك، وقال لدرعان:
أنا جاني علم أني أبي أموت وأبي أروح لأهلي في بريدة.
فأركبه درعان مع صاحب سيارة مسافرة إلى الطائف على أمل أن يجد سيارة إلى بريدة وقال للسائق: ترى هذا ما هوب صاحي لكن هذا حبل اربطه به وأدخله في مستشفى المجانين في الطائف.
وكاد السائق يفعل ذلك في الطائف إلَّا أنه عرف أن صاحبه ليس به بأس.